وعندما يدرك ما يتمتع به من فرص، ستفصح له عما تعرفه، وستسأله عن مدى صحته.
وإن لم يكن صحيحا، فسيكرهها لطرحها هذا السؤال. وإن كان صحيحا - وهذا ما تعتقده طوال الوقت - فسوف يكرهها أيضا، لكن على نحو مختلف وأكثر خطورة، حتى وإن قالت له على الفور - وكانت تعني ما تقول؛ وهي تعنيه حقا - إنها لن تخبر أحدا قط.
ستتحدث بهدوء شديد طوال الوقت، متذكرة كيف ينتقل الصوت الصادر عند الماء في ليالي الصيف.
ستقول له إنها لن تخبر أحدا، لكنه هو من سيفشي السر؛ فلا يمكنه العيش مع هذا السر. «لا يمكنك العيش في هذا العالم متحملا هذا العبء بداخلك. لن تستطع تحمل حياتك.»
إذا وصلت إلى هذا الحد، ولم ينكر روبرت ما قالته له، أو يدفعها في النهر، فستعلم أنها قد فازت بالرهان. سيستغرق الأمر بعض الوقت من الحديث معا، سيكون حديثا صارما، لكن مع الإقناع، ستصل بروبرت إلى مرحلة يبدأ فيها التجديف بالقارب للعودة إلى الشاطئ.
وربما سيشعر روبرت بالضياع ويسألها: «ماذا ينبغي لي فعله؟» فتسير معه خطوة بخطوة، وتطلب منه أن يجدف عائدا إلى الشاطئ أولا.
وستكون تلك هي الخطوة الأولى في رحلة طويلة مرعبة. ستخبره بكل خطوة فيها، وستظل معه فيها بقدر ما يمكنها ذلك. ستطلب منه أن يربط الزورق، ويسير على ضفة النهر وعبر المرج، ثم يفتح البوابة. ستسير خلفه أو أمامه، أيهما سيكون أفضل له. وسيسيران بعد ذلك عبر الفناء، ثم الشرفة الأمامية، ومنها إلى المطبخ.
سيودع أحدهما الآخر، ويركب كل منهما سيارته، وستكون الوجهة التي سيذهب إليها أمرا يخصه وحده. أما هي، فلن تتصل بقسم الشرطة في اليوم التالي. سوف تنتظر، وسيتصلون هم بها، وستذهب لرؤيته في السجن. ستذهب كل يوم، أو بقدر ما سيسمحون لها. ستجلس معه، وتتحدث إليه في السجن، وسترسل له الخطابات أيضا. وإذا نقل إلى سجن آخر، فسوف تذهب إلى هناك؛ حتى وإن لم يسمح لها بزيارته سوى مرة واحدة في الشهر، سوف تظل بجواره، وستكون معه في المحكمة أيضا. نعم، كل يوم من أيام محاكمته، ستجلس حيث يمكنه رؤيتها.
اعتقدت إنيد أنه لا يمكن أن يصدر أحد حكما بالإعدام كعقوبة لمثل هذه الجريمة التي تعد بشكل أو بآخر غير متعمدة، وهي بلا شك جريمة انفعال عاطفي. لكن ثمة احتمالا لحدوث ذلك، وهو الاحتمال الذي كان يفيقها عندما كانت تشعر بأن هذه الصور من الإخلاص، أو هذه الرابطة التي تشبه الحب لكنها تتعدى حدود الحب، صارت غير لائقة .
والآن، فقد بدأ الأمر بطلبها منه اصطحابها إلى النهر، وتحججها برغبتها في التقاط صورة هناك. نهضت هي وروبرت، وكانت تواجه باب غرفة التمريض التي عادت الآن الغرفة الأمامية للمنزل، وكان الباب مغلقا.
Bog aan la aqoon