وجب عليها طرق الباب الآن، والانتظار حتى يسمح لها بالدخول.
سمعت خطوات روبرت المتثاقلة الثابتة، فألقت عليه التحية، بينما كان واقفا أمامها بالجانب الآخر من الباب الشبكي، لكنها لم تنظر في وجهه. كان يرتدي قميصا، لكنه لا يزال بسروال البذلة. فتح خطاف الباب.
قالت إنيد: «لم أكن متأكدة من وجود أحد هنا، وظننت أنك ربما ستكون في الحظيرة.»
فقال لها روبرت: «حضر الجميع وقدموا المساعدة في المهام اللازم أداؤها.»
كان بوسعها شم رائحة ويسكي تفوح منه أثناء تحدثه، لكنه لم يبد مخمورا.
قال لها: «ظننت أنك إحدى السيدات جاءت لأخذ شيء نسيته.»
فقالت إنيد: «لم أنس أي شيء. كنت أتساءل فقط عن حال الفتاتين.» «إنهما بخير، وموجودتان في منزل أوليف.»
لم يكن واضحا ما إذا كان سيدعوها للدخول أم لا. كان الاندهاش هو ما أوقفه عن فعل ذلك، وليس العداء تجاهها. لم تتأهب إنيد لهذا الجزء الأول الغريب من المحادثة؛ ومن ثم، لم تنظر إليه، وإنما نظرت إلى السماء.
وقالت: «يمكنك الشعور بقصر المساء شيئا فشيئا، مع أنه لم يمر شهر على أطول الأيام.»
قال روبرت: «هذا صحيح.» وفتح الباب وأفسح الطريق، فدخلت إنيد المنزل. رأت على المائدة فنجانا دون طبق تحته. جلست في الجهة المقابلة للجهة التي جلس فيها روبرت على المائدة. ارتدت في ذلك اليوم ثوبا من الكريب الحريري لونه أخضر داكن، وحذاء من الجلد السويدي ليتلاءم معه. عندما ارتدت هذه الملابس في وقت مبكر من اليوم، فكرت أن هذه قد تكون المرة الأخيرة التي تتأنق فيها، وأن هذه الملابس قد تكون آخر ملابس ترتديها على الإطلاق. صففت شعرها على هيئة ضفيرة فرنسية، ووضعت مسحوق تجميل على وجهها. بدا هذا الاهتمام بمظهرها وهذه الزينة تصرفا أحمق، لكنه كان ضروريا لها؛ فهي لم تنم مدة ثلاث ليال متتالية، لم تذق النوم دقيقة واحدة، كما أنها لم تستطع تناول الطعام، حتى لخداع والدتها.
Bog aan la aqoon