Jacaylka Ibnu Abii Rabiicah iyo Suugaantiisa
حب ابن أبي ربيعة وشعره
Noocyada
فإذا رأيتموني أكثر من الأمثلة، وأعنى بإنشاد الشعر، فليس ذلك لإمتاع أفئدتكم، وإشباع أسماعكم فحسب؛ بل لأثبت في أذهانكم، وأمكن في قلوبكم صورة ذلك الشاعر الشاب، الذي قضت أيامه بأن لا تمتد إليه أيدي الرسامين والمصورين، فلم يبق لنا من معالم جماله، ومعاهد شبابه، إلا ما تركه في شعره، وخلاه في نسيبه، والشعر صورة الشعراء. •••
وبعد فهل كان ابن أبي ربيعة محبا صادق الحب، متين الصبابة؟ أم كان فتى مغرورا بشبابه، مفتونا بجماله، لا يأبه بالحب، ولا يخضع للغرام؟ وإذا لم يكن عاشقا ولا محبا، فكيف أجاد النسيب، وأبدع في التشبيب؟ وما هي ميزة شعره، التي بذ بها إخوانه، وفاق بها أقرانه؟
فأمامنا إذن مسألتان: الأولى حقيقة حبه، والثانية حقيقة شعره، وسنوفي الكلام عن أولاهما في هذه المحاضرة، ونرجئ الكلام عن أخراهما إلى المحاضرتين القادمتين، إن شاء الله.
أما حبه: فأنا أتهمه فيه، وأنكره عليه، وذلك لأمور:
أولا:
لأنه حضري لا بدوي، وقلما يصدق للحضريين حب أو تبقى لهم صبابة؛ إذ يرون من متممات الظرف، ومكملات الأدب، أن يحيا الرجل بعين باكية، وقلب خفاق، فلا يزالون يتلمسون الهوى ويتحسسون الصبابة، حتى تتاح لهم أسبابها، وتساق إليهم همومها.
وأنا الذي اجتلب المنية طرفه
فمن المطالب والقتيل القاتل؟!
وإذا رهب البدوي الحب، فقال: يتخوف عواقبه، ويتهيب جانبه:
فيا رب خذ لي رحمة من فؤادها
Bog aan la aqoon