ومع ذلك، فما أكثر الحمقى الذين يخدمون الغيرة المتأججة.
الباب الرابع
القبلة
القبلة سر يباح به إلى الفم بدل الأذن، إنها أزكى من عطر براعم الربيع المتفتحة، وأحلى من الشهد الرضاب، وخير حكم بين العاشقين.
بل هي مفتاح الحب الثمين، إن لم تكن عهوده اللازمة.
والقبلات أشكال وألوان؛ فهناك قبلة الخضوع والاستكانة وهي قبلة العبد، وقبلة الرياء وهي قبلة الخائن، وقبلة الحنان وهي قبلة الشقيق، وهناك قبلة الشفقة والغفران، وهذه هي القبلة الروحية.
ولا شك أن القبلة الروحية حياة بعد يأس، بعكس القبلة الشهوانية التي هي يأس بعد حياة.
والقبلة كأي شيء لها تاريخ، ولها ميلاد وعادات، ولها مبدع ومبتكر. ولله در من قال: «جدير بمن ابتكر التقبيل أن تعلو روحه إلى السموات.»
ذهب البعض إلى أن القبلة لم يكن لها وجود فيما سلف من الزمان، بل هي وليدة عطف الأم وحبها لأطفالها.
ربما يكون هذا الرأي لا نصيب له من الصحة، فقد وجد الحب والبغض بوجود الذكر والأنثى. فكما أن الطبيعة قد علمت الحيوان الفرار عند الخوف، كذلك علمته شيئا من الحركات الجنسية عند الحب. وقد اختص كل نوع من الحيوان بنوع أو أكثر من تلك الحركات.
Bog aan la aqoon