وكما يتسع القلب للحب، فإنه يتسع أيضا للكراهية، يقول شيلون: «الحب والبغض لا يدومان، فإذا أحببت صديقا، فأبق للعداوة موضعا، وإذا كرهت امرأ فخل للمحبة مكانا.» وجاء في الحديث الشريف: «أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما.» وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: «لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا.»
ويعتقد روشفوكول أن من يتسرع في حب معشوقته لا يلبث طويلا حتى ينبذها ويتحول حبه إلى كراهية. أما «كونجريف» فيؤكد أنه ليس في السموات غضب أعتى من الحب إذا تحول إلى كراهية.
قال الوليد لرجل: «إني أبغضك.» فأجاب: «إنما تجزع الناس من فقد المحبة.»
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل هم بطلاق امرأته: «لم تطلقها؟» قال: «لا أحبها.» قال: «أوكل بيت يبنى على المحبة؟ أين الرعاية والذمم؟»
والصد في الحب أقوى صدمة تصيب القلب، غير أن الرجال في الغالب أشد مقاومة له من النساء.
قال الشاعر:
زار الحبيب فحيا
يا حسن ذاك المحيا
من صده كنت ميتا
من وصله عدت حيا
Bog aan la aqoon