قال تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾ [النساء/٨٤].
ما المقصود بالتغيير؟
خلقنا الله ﷿ وكرمنا على سائر خلقه، وأسجد الملائكة لأبينا آدم، وأعد لنا الجنة لتكون لنا دارا: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء/٧٠].
ولقد خلقنا الله ﷾ وكرمنا هذا التكريم، وأسكننا الأرض وسخرها لنا، لنقوم بأداء مهمة جليلة ألا وهي عبادته ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات/٥٦].
فنحن إذن لم نخرج إلى الأرض لنأكل أو لنشرب أو لنتزوج، بل خرجنا لأداء وظيفة محددة .. وظيفة العبودية لله ﷿.
معنى العبودية:
والعبودية المطلوبة من العبد لربه تشمل خضوعه واستسلامه وانقياده التام والمطلق له.
وأن يكون الله هو غايته ومطلبه ومقصده في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته.
وتشمل كذلك حبه ﷾ حتى يصير أحب إلينا من كل شيء، وأن يكون العمل على رضاه هو شغلنا الشاغل، فنحرص على القيام بكل ما يرضيه، والابتعاد عن كل ما يبغضه.
ومن مظاهر العبودية: أن تصبح تصوراتنا واهتماماتنا، وأفراحنا وأحزاننا متعلقة بالله ﷿، فنحب ما يحبه ونبغض ما يبغضه، ونفرح لما يرضيه ونغضب لما يُغضبه.
ومنها: خشيته في السر والعلن، والتوكل الدائم عليه، والرجاء فيه، ودوام الإنابة إليه، والثقة فيما عنده.
ومنها: دعوة الخلق إليه وتحبيبهم فيه، وجهادهم من أجل نشر دينه، وإعلاء رايته.
1 / 14