وتأمل كل منا لصاحبه في الخفاء،
وكيف غير الزمن من هيئته وملامحه وتفكيره،
وأتخيل متعة اليقين بأن عهد الوفاء القديم
لا زال أشد رسوخا ونضجا مما كان؛
عهد الوفاء الذي لم يختمه قسم،
بل نذرناه للحياة من أجل الحقيقة الحرة وحدها ...
أما صلة هلدرلين بشيلنج فكانت أكثر تعقيدا. صحيح أنها استمرت - في الظاهر على الأقل - فترة أطول من صلته بهيجل، كما كانت عميقة الجذور في حياة كل منهما، غير أن اعتداد شيلنج بنفسه من ناحية، وخجل هلدرلين الفطري وعكوفه على ذاته من ناحية أخرى، قد عملا على قطع أسباب الصداقة بينهما بعد انتهاء سنوات الطلب في توبنجن .. ويبدو أن شيلنج لم يستطع أن ينسى صديق شبابه كل النسيان. فهو يكتب في سنة 1795م إلى هيجل ويقول: «هلدرلين! ... إنني أصفح عن مزاجه المتقلب الذي لم يجعله يفكر فينا أبدا.» وهي كلمات تعبر بوضوح عن الإشفاق على الصديق المسكين، الصديق الذي تشده الوحدة دائما من أحضان أصحابه:
ما عاد صوت يتردد في القاعة من أجلك
أنت أيها الرائي المسكين! عينك المشوقة تنطفئ،
والنعاس يجرفك إلى الأعماق، فلا يذكرك أحد ولا يبكيك إنسان.
Bog aan la aqoon