Hobbit Wa Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Noocyada
إذن ينظر تولكين إلى فرودو بوصفه حالة خاصة، مثل بومباديل، لا بوصفه نموذجا يحتذي به الجميع.
لقد كان تولكين مسيحيا، والفضائل المسيحية التقليدية من الشفقة والرحمة والعطف تظهر وافرة في كل من «الهوبيت» و«سيد الخواتم».
تأمل فكرة تولكين عن جولوم؛ ففي بداية «رفقة الخاتم»، حين يتحسر فرودو على عدم إقدام بيلبو على طعن جولوم حين واتته الفرصة، كانت إجابة جاندالف كالتالي:
الشفقة؟ إن الشفقة هي التي غلت يده. الشفقة والرحمة: ألا تضرب بلا داع ... كثيرون من هم أحياء يستحقون الموت، وبعض من يموتون يستحقون الحياة. هل يمكنك أن تهبها لهم؟ إذن لا تكن متلهفا أكثر مما ينبغي كي توزع صكوك الموت في الحكم؛ فحتى أحكم الحكماء لا يستطيعون أن يشهدوا نهاية الجميع.
17
ومع أن مثل هذه الملاحظات تدور بالأساس حول القتل على مستوى فردي، ويمكن تطبيقها مباشرة بشكل أكثر على قضايا مثل عقوبة الإعدام؛ فمن الممكن جدا أن تكون عقيدة سلمية. حتى لو كان المعتدي يستحق الموت لاعتدائه، فهل نحن مؤهلون «لتقمص دور الرب» كي نوزع صكوك الموت وأحكامه؟! إلى جانب ذلك، فحتى الحكماء لا يمكنهم أن يعرفوا إن كان القتال - ولو دفاعا عن النفس - سوف يجلب خيرا أسمى؛ إذن ألا ينبغي على المرء أن يقبع في الجانب الآمن ويحجم عن القتال؟!
لم يتقبل تولكين بشكل واضح نوعا ما قراءة سلمية كاملة لتعليق جاندالف، مثلما توضح نظرة عن كثب إلى الفقرة الأصلية في «الهوبيت»؛ فحينما يغلق جولوم مخرجه، يفكر بيلبو في نفسه أنه:
لا بد أن يهرب ليخرج من هذا الظلام المريع، بينما لا يزال متبقيا لديه قدر من القوة. لا بد أن يقاتل. لا بد أن يطعن الشيء الكريه، أن يقتلع عينيه من محجريهما، أن يقتله. وكان هذا يعني أن يقتله. كلا ... إن جولوم لم يهدد فعليا بقتله، أو يحاول ذلك بعد.
18
ولما لم يكن ذلك فعلا من قبيل الدفاع عن النفس، لم يكن قتل جولوم ليصبح مبررا، ولكن الفقرة توحي أيضا بأنه لو «كان» جولوم قد هدد بقتل بيلبو، أو حاول ذلك، كان سيصبح لبيلبو مبرره في قتله لو كان ذلك ضروريا لإنقاذ حياته. ومن ثم يبدو أن تولكين يعتقد أن القتل يمكن أن يكون له ما يبرره.
Bog aan la aqoon