Hobbit Wa Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Noocyada
ولحسن الحظ، يوجد بالأرض الوسطى سكان أكثر نبلا، وأبطالنا ينتزعون - بمعنى الكلمة - من النار في مرحلة ما على يد ملك النسور وأصدقائه، على الرغم من أن «النسور ليست بالطيور الطيبة، والبعض منها جبناء وقساة، ولكن الجنس القديم بالجبال الشمالية كان أعظم الطيور أجمع؛ فقد كانوا فخورين بأنفسهم وأقوياء ونبلاء القلوب».
8
لقد التقينا إلروند بالفعل، الذي يعد نموذجا يجسد فكرة أرسطو عن «الرجل ذي الروح العظيمة»، ونثق بشكل غريزي وفطري في جاندالف أيضا، على الرغم من أن شخصيته ينبغي أن تدرك من أفعاله أكثر من الوصف المباشر له. (2) فخور أني هوبيت
تلعب الفضائل الأخلاقية بشكل جلي دورا مهما في رواية «الهوبيت»، وبشكل عام يقدم التواضع بوصفه فضيلة والفخر بوصفه رذيلة. ولكن ثمة استثناءات لذلك؛ فملك النسور يوصف بأنه شخصية متفاخرة، ومن الواضح أن هذا الوصف كان القصد منه في هذا السياق هو الإطراء (إذ تصاحبه صفات؛ مثل: «قوي»، و«كريم»). وقرب نهاية القصة، نلتقي بارد، وهو رجل ذو مهارة وشجاعة عظيمة يسقط سموج التنين بآخر سهم لديه، معلنا على مسامع الجميع: «أنا بارد سليل جيريون، أنا ذابح التنين!»
9
هذه ليست بالضبط صورة التواضع، على الرغم من أن بارد يستحق المدح والثناء بالتأكيد لبطولته.
غير أن الفخر، بعيدا عن هذه الأمثلة، يجسد بوصفه رذيلة، بل وباعتباره خلل الشخصية الفتاك الذي يؤدي إلى تدمير الأشرار؛ فنجد العناكب العملاقة تترك فريستها لملاحقة بيلبو الخفي؛ لما اعتراها من غضب وحنق بفعل تهكماته وإهاناته اللفظية، ويتمكن بيلبو من اكتشاف نقطة ضعف سموج من خلال مخاطبة غروره والثناء على حصانته الصلفة.
علاوة على ذلك، حين يصبح أبطال القصة على مقربة من الأسر أو القتل، فغالبا ما يكون هذا بسبب وقوعهم في قبضة الفخر والغرور بطريقة أو أخرى. فعندما يتحدث بيلبو إلى سموج، لا يستطيع مقاومة إغراء إبداء ملاحظة لاذعة لدى انصرافه بشأن سرقة بعض من كنز التنين. «لقد كانت ملحوظة غير موفقة؛ إذ دفعت التنين لنفث ألسنة لهب رهيبة وراءه»، وهذا الحدث هو ما أوجد المثل القائل: «لا تسخر أبدا من التنانين الأحياء.»
10
في النهاية، تتجدد شرارة الفخر لدى ثورين القزمي بعودته إلى موطن آبائه في الجبال، وهو ما يؤدي به إلى الدخول في نزاع لا داعي له مع قرويي مدينة البحيرة وجن الغابة على تقسيم كنز التنين؛ فيبدأ في الإشارة إلى نفسه بوصفه «ثورين بن ثراين، ملك أسفل الجبال»، ويمنعه مزيج من الفخر والطمع من إدراك عدالة مطالب الآخرين، بل إنه يخبر بيلبو قائلا: «إنك متشح بدرع من صنع قومي ، وهذا كثير عليك.»
Bog aan la aqoon