Hobbit Wa Falsafa
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Noocyada
8
إن السحر في الأرض الوسطى ليس وسيلة يمكن بها «انتهاك» المبادئ التي تحكم سير العالم. إنه ليس قوة تجعلك تفعل أي شيء يمكنك تخيله. فيقال لنا في بداية القصة إن حتى جاندالف لا يمكنه أن يفعل كل شيء، على الرغم من أنه قد استطاع، بالطبع، أن «يفعل الكثير من أجل أصدقاء في موقف صعب.» إن مهارات جاندالف السحرية العظيمة هي، إلى حد كبير، ثمرة سنوات من الدراسة والممارسة المثابرة، ومواهبه الخاصة في السحر التي تتضمن النار والأنوار (مثل الألعاب النارية المبهرة التي يفتتح بها النسخة الفيلمية من «رفقة الخاتم»)، هي نتاج دراسة خاصة للمادة على مدى سنوات عدة. ويبذل جاندالف أفضل ما يمكنه بهذه المهارات كلما وجد نفسه في موقف صعب؛ مثل هروبه من الجوبلن «وسط وميض رهيب مثل البرق في الكهف»، وإنقاذه للجمع بأسره بعد ذلك بفترة وجيزة بينما كان يخمد نيران الجوبلن الرهيبة «داخل برج من الدخان الأزرق المتوهج ... الذي نثر شررا أبيض خارقا بين الجوبلن كافة»، وأكواز الصنوبر المشتعلة التي قذفها من فوق إحدى الأشجار حين كان ورفاقه محاصرين من قبل الذئاب.
9
حتى الأحداث السحرية في «العالم الثانوي» للأرض الوسطى لا بد أن تتوافق مع قوانين ذلك العالم، التي تجعل سحر تولكين مختلفا تمام الاختلاف عما يعتقد معظم الناس أنها «معجزات».
10
كان للفيلسوف الاسكتلندي ديفيد هيوم (1711-1776) تعريف شهير للمعجزة بأنها «خرق لقوانين الطبيعة.» ولما كانت التجربة هي دليلنا الوحيد في «أمور الواقع» و«الخبرة الموحدة» تكمن وراء إيماننا بقوانين الطبيعة، حسبما قال هيوم، فمن غير المنطقي تماما تصديق شهادة أي إنسان بأن معجزة ما قد وقعت.
11
وعلى الرغم من أن المعجزات الحقيقية تحدث بالفعل في الأرض الوسطى - مثل عودة جاندالف إلى الحياة في «البرجان» - فإنها نادرة بشكل جلي للغاية. فحين يخشى سكان الأرض الوسطى قوى السحر، فهذا ليس لأنهم يعتقدون أن أولئك الذين يستخدمونها قادرون على خرق قوانين الطبيعة، ولكن لأنهم يشكون (وكثيرا ما يكون شكهم في محله) في أن معرفة الآخرين بتلك القوانين تفوق معرفتهم على نحو شاسع؛ مما يمكن خصومهم من خلق تأثيرات أكثر تعقيدا وربما أكثر خطورة مما يستطيعون هم أنفسهم خلقها.
علاوة على ذلك، يمكن أن يكون السحر قويا أو ضعيفا، شأنه شأن قوى الطبيعة الأخرى؛ مثل الكهرباء، والجاذبية، والمغناطيسية. فكر، على سبيل المثال، في المشهد الذي يدور في غابة ميركوود حين يشير بيلبو على نحو مفعم بالأمل إلى أن سحر النهر المسحور ربما لا يكون قويا كفاية لإيذاء أحد إذا ما لامس أحد جزءا من حبل مبتل.
12
Bog aan la aqoon