Xisbiga Hashimi iyo aasaaska dowladda Islaamka
الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية
Noocyada
وكان أبرز مؤسسات قصي السياسية هو دار الندوة التي بناها، والتي ربما كانت ذات الكعبة أو فناءها؛ فكانوا يجتمعون إليه ليقضي بينهم ويدير أمور دولته الصغيرة، ومن بعده كانت قريش تجتمع فيها لتتشاور في حربها وسلمها، ومن هناك تعقد ألويتها؛
5
مما يعني دخول قريش مرحلة متحضرة وشوطا بعيدا، ابتعد بها عن النظام المشيخي القبلي الذي حلت محله دار الندوة، ومثل القبائل فيه كبراؤهم أو «الملأ»، وهو مما سيفرز - بالضرورة - بداية الصراع حول امتلاك وسائل الإنتاج والسلطة السياسية كما سيأتي بيانه؛ فبالندوة ابتعد قصي بقريش وبمكة عن القبلية باتجاه الحضارة، وحل الملأ محل الشيوخ، وحلت الندوة محل الديمقراطية البدوية .
ثم يقول ابن كثير: «فكان قصي أول بني كعب أصاب ملكا، أطاع له به قومه، وكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة، فحاز شرف مكة كله، وقطع مكة أرباعا بين قومه؛ فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة ... فكانت لقصي بن كلاب جميع الرئاسة، من حجابة البيت وسدانته، واللواء، وبنى دارا لإزاحة الظلمات وفصل الخصومات سماها دار الندوة.»
6
ولعله من الواضح أن اللواء أو قيادة الجيش كان الإفراز الأخطر لجدل الأحداث، لبناء جيش قوي يمكنه الوفاء للملوك بالعهود، وتأمين التجارة التي استبدلت ببحر الرمال في الجزيرة، بحار الدنيا بحروبها وويلها.
ولا يغيب عن فطن أن امتلاك قصي السيادة على مكة، قد تم وفق خطة مرسومة ومدروسة ومنظمة؛ قامت على وعي سياسي نافذ هادف نحو غاية، وسائلها هي: الدين؛ ممثلا في الكعبة المكية، حتى قال ابن الأثير: «كان أمر قصي فيهم شرعا متبعا، معرفة منهم لفضله وتيمنا بأمره.»
7
وقال الطبري: «فكان أمره في قومه في حياته وبعد موته كالدين المتبع.»
8
Bog aan la aqoon