============================================================
2 كتاب الحيل فى الحروب وفتح المدائن وحفظ الدروب أخرى: اتخذ- على بركة الله وعونه - دائرة من خشب صلب قطرها خمسة أذرع ال مجوفة، اجعل تجويفها ذراع فى ذراع، ثم اجعل حولها فى التجويف- على كل شبر منه - بركة مقلوبة مسمورة بالدائرة.
ثم اتخذ قضبانا من حديد أو نحاس، وأخفه حتى يصير بمقدار أو نصف الدائرة، واجعل فى طرفه حلقتين وثيقتين(1).
واتخذ جرة من حديد أو تحاس واسعة الرأس، واجعل فى أسفلها عروة وثيقة، وشدها فى إحدى الحلقتين اللتين فى طرفى العمود، ثم اتخذ رصاصة على خلقة البيضة، واجعل فيها ثلثمائة رطل، وعلقها بالجانب الآخر من القضيب .
ثم قير(2) الدائرة، واحكمها حتى لايخرج منها ماء ولا ريح، واعمدها بالخشب حتى لا يزول. ثم صب فيها من الماء بقدر ثلثها أو ربعها، ثم أطبق عليها الباب، وأسمره وقيره تقييرا محكما، ثم خلها فإن الرصاصة تثقل بثقلها إلى الدائرة فلا تدعها - الجرة المكبوبة فى الماء - لما فيها من الريح أن تميل: الابل تجذبها إلى نفسها؛ فيجرى العمود على البركة . ولولا البركة إذن ما جرى القضيب الذى هو ملاك الأمر؛ فالرصاصة تميل الدائرة، والجرة تجذب الرصاصة والقضيب؛ فكلما مالت الدائرة مال الماء؛ فتجذب المكنة . وجذبت المكنه الرصاصة بقوتها؛ لما فيها من الريح؛ فدارت دوراتا سريعا خفيفا وأنا مصورهالك - إن شاء الله تعالى (4) - وهذه الصورة(4) صورتها : (1) (وثيقتان) ساقطة من م، وواردة فيت.
(2) أى ادهنها بالقار.
(3) ما بين الحاصرتين ساقطة من م ، وواردة فيت.
(4) (الصورة) ساقطة من م ، وواردة فيت.
Bogga 258