History of the Arabic Heritage by Sezgin - Poetry
تاريخ التراث العربي لسزكين - الشعر
Daabacaha
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
Noocyada
الأدبية لم تكن إلا شفويّا، وقد أدّى مثل هذا التصور عند آلورد إلى حكم شاكّ فى أصالة الشعر العربى القديم (انظر: تاريخ التراث العربى I،١٥ وما بعدها).
ولا نستطيع اليوم أن نثبت مدى استخدام الرواة فى الجاهلية لنصوص مكتوبة لمروياتهم. ولكننا نستطيع دون شك أن ننطلق من حقيقة أن هؤلاء الشعراء كانوا يستطيعون الكتابة، وكانوا يتعهدون شعرهم بالصقل خلال فترة طويلة، وكانوا أيضا رواة لشعراء آخرين، إن وظيفة الرواةفى العصر الأموى تتضح من خلال بعض الأخبار القليلة المهمة، وفيها أنهم كانوا يقيدون الشعر بعد إملاء/ الشاعر له، وأنهم كانوا يصقلونه.
إن حمادا الراوية المشهور قد نظر فى كتبه عند ما أرسل الوليد بن يزيد فى طلبه لينشده من شعر الجاهلية وأخبارها (١٥٥)، وكان حماد مصنفا لعدة كتب (انظر الأصل الألمانى (١٥٦) I،٣٦٦ - ٣٦٨ وقد دوّن ملاحظة فى أحد كتبه الذى وصل إلينا قسم منه، إن الشاعر الجاهلى عدىّ بن زيد قرأ كتب العرب والفرس (١٥٧). وهناك روايتان عن نشوء المفضليات (انظر: تاريخ التراث العربى ٥٣) تعطيان مثالا آخر على أنه كان من الممكن فى صنعة مجموعات الشعر فى العصر الأموى وأوائل العصر العباسى الاعتماد على مجموعات أسبق.
وإذا كان المحدثون يشيرون إلى علاقتهم بمصادرهم عن طريق ذكر الرواة، فإننا غالبا ما نفتقد هذه الإشارات عند أدباء العصر الأموى وأوائل العصر العباسى (١٥٨).
وترجع الأسانيد فى القرون التالية أيضا، فى الغالب، إلى رواة القرنين الأول والثانى للهجرة فقط، ومع ذلك فهناك بعض النصوص التى ترجع سلسلة إسنادها إلى العصر الجاهلى دون انقطاع (١٥٩).
_________
(١٥٥) انظر: الأغانى ٦/ ٩٤.
(١٥٦) انظر أيضا: النص الذى اقتبسه ابن الكلبى من كتاب حماد فى التاريخ، يوجد فى المفضليات، تحقيق ليال، وقارن ما كتبه يوهان فك، فى دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة الأوربية الثانية ٣/ ١٣٦.
(١٥٧) انظر: تاريخ الطبرى ١/ ١٠١٦.
(١٥٨) انظر: مصادر الشعر الجاهلى، لناصر الدين الأسد ٢٦٧ - ٢٦٨.
(١٥٩) انظر: المرجع السابق ٢٣١ - ٢٤٠، ٢٦١ - ٢٧٩.
1 / 42