History of Islam - Tadmuri Edition
تاريخ الإسلام - ت تدمري
Baare
عمر عبد السلام التدمري
Daabacaha
دار الكتاب العربي
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي «السِّيرَةِ» [١]: إِنَّ أَبَا طَالِبٍ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ تَاجِرًا فِي رَكْبٍ، وَمَعَهُ النَّبِيُّ- ﷺ وَهُوَ غُلَامٌ، فَلَمَّا نَزَلُوا بُصْرَى، وَبِهَا بَحِيرَا الرَّاهِبُ فِي صَوْمَعَتِهِ، وَكَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ، وَلَمْ يَزَلْ فِي تِلْكَ الصَّوْمَعَةِ قَطُّ [٢] رَاهِبٌ يَصِيرُ إِلَيْهِ عِلْمُهُمْ عَنْ كِتَابٍ فِيهِمْ فِيمَا يَزْعُمُونَ، يَتَوَارَثُونَهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، قَالَ: فَنَزَلُوا قَرِيبًا مِنَ الصَّوْمَعَةِ، فَصَنَعَ بَحِيرَا طَعَامًا، وَذَلِكَ فِيمَا يَزْعُمُونَ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ حِينَ أَقْبَلُوا، وَغَمَامَةٍ [٣] تُظِلُّهُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ، فَنَزَلَ بِظِلِّ شَجَرَةٍ [٤]، فَنَزَلَ بَحِيرَا مِنْ صَوْمَعَتِهِ، وَقَدْ أَمَرَ بِذَلِكَ الطَّعَامِ فَصُنِعَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَجَاءُوهُ [٥] فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: يَا بَحِيرَا مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا، فَمَا شَأْنُكَ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنَّكُمْ ضَيْفٌ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُكْرِمَكُمْ [٦]، فَاجْتَمَعُوا، وَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِصِغَرِهِ فِي رِحَالِهِمْ [٧] . فَلَمَّا نَظَرَ بَحِيرَا فِيهِمْ وَلَمْ يَرَهُ قَالَ:
يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَا يَتَخَلَّفْ عَنْ طَعَامِي هذا أحد.
[١] السير والمغازي لابن إسحاق- تحقيق د. سهيل زكار ص ٧٣- السيرة لابن هشام ١/ ٢٠٥، تاريخ الطبري ٢/ ٢٧٧ دلائل النبوة ٣٧٣.
[٢] هكذا في الأصل وفي السير والمغازي ٧٣، ٧٤، أما في سيرة ابن هشام ١/ ٢٠٥ وتاريخ الطبري ٢/ ٢٧٧ «منذ (أو مذ) قط راهب»، وقط هنا: اسم بمعنى الدهر، ومذ طرف.
[٣] في السر والمغازي لابن إسحاق ٧٤ «غماما» .
[٤] في السير والمغازي «ثم أقبلوا حتى نزلوا بظلّ شجرة قريبا منه، فنظر إلى الغمامة حتى أظلّت الشجرة، وتهصّرت أغصان الشجرة عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حتى استظلّ تحتها، فلما رأى ذلك بحيرا نزل من صومعته» .
[٥] يحذف الحافظ الذهبي عدّة فقرات من الأصل الّذي ينقل عنه، انظر ذلك في: السير والمغازي لابن إسحاق ٧٤ وسيرة ابن هشام ١/ ٢٠٥.
[٦] النصّ عند ابن إسحاق في السير والمغازي ٧٤: «ثم أرسل اليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، وأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم، وحرّكم وعبدكم، فقال له رجل منهم: يا بحيرا إن لك اليوم لشأنا ما كنت تصنع هذا فيما مضى، وقد كنا نمرّ بك كثيرا، فما شأنك اليوم؟ فقال له بحيرا: صدقت، قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما تأكلون منه كلكم صغيركم وكبيركم» .
[٧] في السير والمغازي ٧٤ «لحداثة سنّه في رحال القوم تحت الشجرة» .
1 / 58