242

History of Andalusian Literature (Era of the Taifas and Almoravids)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

Daabacaha

دار الثقافة

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

يصيد آساد الشرى ... بمقلة تسبي الورى وماء وجه لا ترى للشعر فيه طحلب ... ولعل اوضح اثر للموشح يتجلى في قصيدة زهدية لابن العسال الزاهد يحض فيها على التمسك بمذهب مالك (١):
أيا من غدا جاهلا ناسكا ... إن احببت ألا ترى هالكا
فأم إمام الهدى مالكا ... ولا تك مذهبه تاركا
فمذهبه ناشر من كفن ... لمن كان في جهله قد دفن
إلهي يا من إليه القضا ... عبيدك يأمل منك الرضى
ويستغفر الآن عما انقضى ... فهبه له واغتفر ما مضى
وخلصه من موبقات الفتن ... لدى حشده مع اهل السنن فإذا أردنا أن نحكم على الناحية الفنية في الموشح لم نستطع أن نقول أن الأندلسيين كانوا يؤثرون شيئا دون شيء وانما كل ما هنالك ان هذا النوع الجديد كان معرضا للتفنن، وان الحرية في ذلك لم تكن محدودة وليس هنالك من معالم تهدينا إلى رسم خط تطوري سار فيه الموشح في عصر الطوائف والمرابطين، وإنما كان لتلك الحرية الكبيرة أثر في تنويع النغمات، ثم ترجع المسألة بعد ذلك إلى القدرة الفردية على الغنائية والجرأة لدى وشاح دون آخر في الكشف عن نغمات جديدة وخرجات عذبة أو حارة أو سهلة سائغة. ومن اجل الخرجة نفسها يصعب علينا اليوم ان نحكم بالتفرق لوشاح دون آخر. نعم ان بعض الخرجات لا يزال يطربنا

(١) معجم السلفي ١: ٢٣٣ (ونسخة عارف حكمت: ١١٢) .

1 / 248