Fardaha Cagaarka ah waa ku Dhintaan Waddooyinka Asphaltka
الحصان الأخضر يموت على شوارع الأسفلت
Noocyada
وانثنيت لأرفع الحقيبة من على الأرض، ومضيت في طريقي بضع خطوات وإذا به يلاحقني وهو يتوسل: يا بيه ربنا يحنن قلبك، طيب كمل لي على ثمن النعش.
بدأ صوته يتحشرج، وخيل إلي أنه يئن كوحش يموت، ولم يكن تأثري هو الذي جعلني أستدير إليه؛ بل رغبتي في التخلص من وجوده البغيض، مددت يدي في جيبي فأخرجت ورقة من ذات الجنيه، ووقفت أمامه وأنا أتميز غيظا وأصيح: ليكن في علمك أن هذه آخر مرة يموت فيها ابنك، وإذا كذبت علي بعد هذا فسأعرف شغلي معك.
كانت عينه «الوحيدة» مستغرقة في الورقة الخضراء، وغاظني ألا أجد فيها دمعة واحدة، وقبل أن أمد له يدي سألته مهددا: أين تسكن؟
قال وهو يشير بذراعه إلى ما وراء شريط السكك الحديدية: في عزبة الغجر يا بيه، طول عمري هناك.
قلت وقد ازداد سخطي: في أي شارع؟
زادت ابتسامته المتبجحة اتساعا: شارع؟ والنبي قلبك طيب يا بيه.
صحت وقد نفد صبري: اخرس، أريد أن أعرف العنوان لأستدل عليك، سأزورك لأعرف كذبك.
قال وهو يمد يده ليأخذ الجنيه ثم يقبض عليه في سعادة: تزورني؟ تشرف والله يا بيه، اسأل سعادتك عن ابراهيم الاعور وألف يدلك.
نظرت إليه وأنا أحس أن وجهي سينفجر من الغضب، ثم رفعت الحقيبة ومضيت وهو ما يزال يشيعني قائلا: والنبي تشرف يا بيه، تنور العزبة كلها.
كان ذلك في صباح عودتي إلى البلد في إجازة قصيرة، تشاءمت لهذه البداية التي واجهتني بالشحاذ الأعور وولده الميت ونعشه؛ ولكنني سرعان ما نسيت هذا كله عندما سلمت على أبوي، واطمأننت على الصحة والأحوال، أقول اطمأننت وفي قولي مبالغة؛ فقد كانت أمي طريحة الفراش تعاني من الروماتيزم القديم الذي يهاجمها دائما في الشتاء، أما أبي فلم يكد يراني حتى بدأ يشكو من كساد الحال وغلاء المعيشة ومكر الفلاحين، وقد فهمت من ذلك إشارة خفية بأن علي أن أحمل عنه بعض أعبائه، فأزور الغيط وأحضر قسمة القمح وأباشر نقل المحصول؛ غير أنني لم أكن على استعداد للمشاركة في شيء، وأفهمت أبي أن وقتي ضيق، وأنني مكلف ببحث هام لا بد من إتمامه قبل نهاية الإجازة القصيرة.
Bog aan la aqoon