Fardaha Cagaarka ah waa ku Dhintaan Waddooyinka Asphaltka
الحصان الأخضر يموت على شوارع الأسفلت
Noocyada
صحيح أن هذه الصيغة تمتلئ بالحكمة أكثر مما يجب، وأننا يمكن أن نستبعدها على رجل من الشارع أو على وزير، بل قد نستكثرها على الشاعر والحكيم؛ ولكن ماذا يهمنا من هذه الصيغة المختلف عليها، ما دامت العبارة قد ذكرت الموت وحذرت الملك من شبحه الجاثم فوق رأسه، وذكرته المصير الذي لم يفلت منه آباؤه وأجداده، وآباء الملوك وأجدادهم ورعاياهم في كل مكان؟
قد لا يهمنا هذا كله، وقد نرفض تلك الفروض جميعا؛ ولكن الشيء الأكيد الذي يهمنا والذي كان حقيقة لا نستطيع ولا يمكن أن يكون الملك أو حاشيته أو وزراؤه وندماؤه وشعراؤه ومنجموه وعبيده؛ قد شكوا فيه هو أن العبارة قد قيلت. لا يهمنا على أي صورة من الصور قيلت، ولا يهمنا ذلك الرجل المجهول الذي قالها، ولا بأي صوت أو أي طريقة، ولا المصير الذي انتظره، ولا العقاب أو المكافأة التي كانت من نصيبه؛ كما لا يهمنا أيضا أن نعرف ماذا كان رد فعل الملك أو الخليفة أو القيصر أو فرعون أو الإمبراطور أو السلطان.
أيكون قد ضحك مستهزئا واستمر في طعامه ونشوته، أم بكى كطفل وفزع وترك مائدته وتركتها الحاشية وراءه، أم أصبح بعد سماعها حكيما يعكف على كتب الحكماء ويحرص على سماع حكاياتهم وأسرارهم، أم أمر بشنق الرجل المجهول أو صلبه أو قطع رقبته أو إلقائه في قاع الجب أو السجن، أو على العكس من ذلك بمكافأته بكيس مملوء بالذهب والفضة أو خلع الحرير عليه وعلى أسرته، أو أمر بتنصيبه وزيرا في البلاط أو حكيما بدل حكمائه الخرس المنافقين، أو إطلاقه يهيم حرا في بلاد الله بعد أن ألقى الحسرة في القلب الكبير؟
لا نعلم شيئا ولا يهمنا أن نعلم؛ المهم كما قلت لكم أن العبارة قيلت ذات يوم، وهو أمر لا يصح أن نشك فيه مهما تسرب إلينا الشك في صيغتها وكلماتها ومعناها؛ المهم أنها الآن موجودة أمامنا تقول لفرعون والخليفة والقيصر والإمبراطور والوالي والسلطان: «تذكر يا مولاي أن الملوك جميعا يموتون.» أو تقول: «تذكر يا مولاي أنك ستصبح ترابا وطعاما للديدان.» أو تقول أخيرا على أحسن الأحوال: «تذكر يا مولاي أنك أيضا ستموت في يوم من الأيام!» (1968م)
النعش
يظهر أنني أملك ما لا يملكه الكثيرون من قدرة على التنبؤ بالغيب؛ فلم أكد أغلق باب السيارة ورائي، وأفرغ من محاسبة السائق، وإنزال حقيبتي على الأرض؛ حتى شعرت بأنفاسه في ظهري، كان هو بعينه، هل قلت بعينه؟ أجل بعينه «الوحيدة» التي بقيت له، ينظر بها نظرة جمود وتبلد، فيها المسكنة والخبث والحقد والذل. - عنك يا بيه.
قلت في صوت يجمع بين السخط والدهشة: أنت!
وأردت أن أعبر عن اشمئزازي من سحنته المغبرة التي قدر علي أن تكون أول ما يطالعني كلما حضرت إلى البلد، وأصرخ في وجهه الداكن السمرة، المعفر بالتراب، الذي يسيل عرقا متسخا في أخاديد وحفر كالشقوق في أرض عطشى؛ وأهتف في غضبي: كيف يمكن أن تنشق عنه الأرض في كل مرة، وهل يملك من دون الناس أنف كلب يشم رائحة صاحبه عن بعد، أو تستطيع عينه «الوحيدة» كأنها عين عراف قديم أن تنفذ وراء ألف حجاب؟
ولكنني لم أقل شيئا من هذا؛ فقد أحسست أن عينه المسدودة تشارك في المؤامرة علي، وترمقني خفية بلحمها الملتهب وفراغها المخيف، الذي يوحي بأن ضياع العين ليس إلا نوعا من خداع النظر أو الخديعة؛ ولكي أبتعد عن رائحة العرق المنبعثة من جلبابه القذر، وأتجنب ابتسامة على زاوية فمه بدت لي أشبه بحشرجة ميت، ونظرة من عينه تطق بالشماتة والتبجح والاستهزاء.
قلت في عجلة: دع عنك، ماذا تريد؟
Bog aan la aqoon