Hinduusiyada: Hordhac Kooban
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
لكن احتجاج المرأة الديني اختلف عادة عن احتجاج المنبوذين بسبب وضعهن داخل المجتمع الهندوسي، لا سيما داخل الأسرة؛ فهن ينفصلن بعضهن عن بعض حسب وضعهن كبنات أو زوجات أبناء أو أمهات أو حموات. لكن الأغاني التي ينشدنها والقصص التي يروينها داخل الأسرة تتيح لهن عادة مساحة لتغيير الوضع الراهن، والشكوى، والسخرية. وفي الطقوس التي يمارسنها، والتي لا تتطلب وجود أحد كهنة البرهمية، تكون النساء هن المرجعية.
إن تلك الحركات الهندوسية الحديثة، التي أسستها نساء من أجل المطالبة بحقوق النساء - مثل المنظمة التي تأسست تخليدا لذكرى سارادا ديفي - اعترضت في الغالب على وضع المرأة في الأسرة الهندوسية عن طريق تشجيع النساء على ترك الأسرة والعيش بوصفهن طالبات أو زاهدات، وما يعرف الآن بحركة براهما كوماري، التي أسسها رجل يدعى دادا ليكراج في الثلاثينيات من القرن العشرين، تعرضت لصدام مع أسر أوليات النساء اللاتي انضممن إليها؛ لأن تلك الحركة شجعت على العفة والحب العذري. ولا تعترض الحركة علانية على الاعتداء الجنسي والبدني الذي تتعرض له النساء داخل الأسر، لكنها تقدم بديلا، ساعية من أجل إحداث تغيير تدريجي في العلاقات الأسرية عن طريق اليوجا والإقلاع عن الكحوليات والجنس.
توضح هذه الأمثلة أن الاحتجاج الديني من جانب النساء والمنبوذين قد اتخذ صورا عديدة؛ بدءا من التماس بدائل دينية وعلمانية، إلى البقاء داخل إطار عام هندوسي، مع السعي في الوقت نفسه لاسترجاع رموز الهندوسية، أو الهجوم على هياكلها، أو تغيير تقاليدها. وبالعودة إلى السؤال الذي طرح في بداية هذا الفصل، لا يزال من المستبعد قبول امرأة أو أحد المنبوذين لأداء دور قائد شانكاري في المستقبل القريب، لكن لا شك أن ثمة عملا قائما على حل مسألة المساواة المادية والمعنوية، ليس فقط من جانب النساء والمنبوذين أنفسهم، وإنما من جانب المؤسسات الدينية الهندوسية العامة أيضا. لكن ذلك يثير سؤالا صعبا عن الدارما الهندوسية على النحو الذي تظهر به في النصوص التقليدية، مثل «مانوسمريتي». هل يمكن تحقيق هذه المساواة دون إحداث تغيير جذري في التعاليم الهندوسية المتعلقة بالطهر والدنس، وبطبيعة النساء والمنبوذين وواجباتهم؟ سوف نعود إلى هذا السؤال حول الدارما الهندوسية في الفصل الأخير من هذا الكتاب، لكننا سنتناول في الفصل القادم تحديا آخر تواجهه الهوية الهندوسية؛ ألا وهو انتقال الهندوسية إلى خارج الهند.
الفصل الثامن
عبور المياه السوداء: الهندوسية خارج الهند
في الوقت الذي تحدت فيه أصوات الطوائف الدنيا والجماعات النسائية حدود الهندوسية، طرحت أسئلة حول مكان هذه الحدود ومدى استقرارها في ظل هجرة الهندوس وتصدير الروحانية الهندوسية إلى أماكن أخرى.
نظر الباحثون، الذين سعوا إلى تصنيف الأديان وأبعادها المتعددة وتنميطها، إلى الهندوسية على أنها دين «عرقي»؛ أي دين لناس محددين، ويرتبط بأرضهم أو مكانهم. ووفقا لوجهة النظر هذه، يكون الشخص هندوسيا بفضل مولده داخل طائفة هندوسية هندية. ويخضع هذا الشخص، وفقا للتقليد، للدارما الخاصة بمجتمعه؛ أي قواعده وعاداته. وقد عرف نطاق الدارما، أي العالم الهندوسي، باسم «بهارات»؛ أي الأرض التي طهرها البراهمة طقسيا وتحيط بها «كالا باني»؛ أي المياه السوداء.
خريطة 2: هجرات الهندوس من الهند.
تاريخيا، نشر البوذيون والمسيحيون والمسلمون أفكارهم وممارساتهم الدينية عن طريق الدعوة والغزو، وصاروا الآن يمثلون الأغلبية بين سكان العديد من الدول المختلفة، أما الغالبية العظمى من هندوس العالم، فيعيشون في دولة الهند العلمانية؛ حيث يمثلون نحو 78 بالمائة من إجمالي عدد السكان البالغ 900 مليون نسمة، وفي نيبال، حيث الهندوسية دين الدولة، 90 بالمائة من النيباليين هندوس. يبدو أن ذلك يدعم بقوة فكرة أن الهندوسية دين عرقي أكثر من كونه دينا عالميا يحمل رسالة لكل البشر بغض النظر عن ميلادهم ومكانهم.
لكن على مر تاريخ بهارات؛ الأرض المقدسة التي نطلق عليها الآن اسم الهند، كان ثمة أشخاص - أمثال غاندي وأمبيدكار - تركوا أرضها من أجل التعليم أو التجارة أو العمل، ليستقروا أو يعملوا ثم يعودوا إلى موطنهم. فكيف برر وأدار هؤلاء رحلاتهم وفترة إقامتهم فيما وراء المياه السوداء؟ من القصص المفيدة في هذا الشأن قصة يرويها عالم الأنثروبولوجيا ريتشارد برهارت في كتابه «الهندوسية في بريطانيا العظمى»:
Bog aan la aqoon