Hinduusiyada: Hordhac Kooban
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
يحول «بهاجافاد جيتا» المفهوم المتشائم القديم القائل بأن نتائج العمل تؤدي إلى ميلاد متكرر وتناسخ مستمرين للذات إلى نظام إيجابي للتحول الشخصي. وفي عصور أحدث، شهدت الكارما والكارما يوجا تأييدا مجددا. وقد أوصى قوميون دينيون من أمثال بال جانجادهار تيلاك ومهاتما غاندي بالكارما يوجا في كفاح الهند من أجل الحكم الذاتي، وبوصفها سبيلا لإدراك الذات لدى الهندوس المعاصرين المنشغلين. واعتقد باحث هندوسي معاصر أيضا يدعى أرفيند شارما بأهمية الكارما والكارما يوجا في إعادة التفكير في مسألة الطوائف الهندوسية.
يعرفنا «ريج فيدا» والفصل الثاني من «بهاجافاد-جيتا» على فكرة الطبقات الأربع في المجتمع البرهمي. وكان من المتوقع من أرجونا، بصفته محاربا، أداء واجبه تجاه طبقته وعدم الوقوع ضحية إغراء محاكاة واجبات الآخرين لمجرد أنها تبدو أكثر جاذبية أو أهمية، أو أقل إثارة للجدل. ونوقشت هذه الفكرة عن الواجب الاجتماعي بمزيد من التفصيل في «مانوسمريتي»؛ حيث تم تناول عواقب إهمال المرء لواجبه بقدر كبير من الجدية. فيعاقب المرء على الأفعال المناقضة للواجب أو الدارما بطرده من جماعته الاجتماعية أو بميلاده على نحو أدنى في الحياة التالية.
يتناول أرفيند شارما هذه المشكلة بأسلوب مباشر في كتابه «الهندوسية في عصرنا». فهو يؤمن بضرورة فهم الرابط بين الكارما والمجتمع الهندي القائم على نظام الطوائف، ونقله للآخرين، فيقول: «من وجهة النظر الهندوسية التقليدية، يتحدد ميلاد الشخص في طائفة معينة بالكارما الخاصة به في حياة سابقة.» فيحصل الهندوس على هويتهم الطائفية عند الميلاد؛ إذ يولدون في أسرة داخل طائفة معينة بسبب أعمالهم في حياة سابقة. والذات، على نحو مطلق، لا تتأثر بذلك، وإنما في كل مرة تجسد فيها الذات، تجد نفسها داخل طائفة معينة مع كل الواجبات والظروف المرتبطة بذلك الوضع.
من اليسير التفكير من وجهة نظر قدرية في هذا الشأن، ولقد قدم الكثير من المعلمين الهندوس، الذين يقتدون بكريشنا في «بهاجافاد جيتا»، وصفات روحانية للتعامل مع هذه المسألة. ويتمثل الحل المعاصر الذي قدمه أرفيند شارما في أن التفكير في الكارما على نحو قدري ليس مفيدا، في الواقع؛ لأننا بوصفنا بشرا لدينا القدرة في أي لحظة على تغيير سلوكنا؛ ومن ثم عواقب هذا السلوك على مستقبلنا؛ لذا، فإن الإرادة الحرة هي التي تميز عمل الكارما، لا القدرية. علاوة على ذلك، إذا تقبلنا فكرة أن الكارما ليست عملية سبب ونتيجة بين الحيوات بقدر كونها ذلك داخل حياة واحدة، فإن ذلك سيغير الكثير. فما نفعله في هذه اللحظة له نتائج على ما سيحدث لنا في الدقائق القليلة القادمة، أو في الأسبوع المقبل، أو بعد عشر سنوات. إن الحياة المعاصرة التي تمتد لسبعين أو ثمانين عاما تساوي ما كان على الأرجح ثلاث حيوات منفصلة في الماضي عندما كانت الحياة قصيرة وصعبة (مع ميلاد واحد في طائفة واحدة، بينما كان الميلاد ثلاث مرات النموذج السائد في السابق)؛ ومن ثم، فإن ما يصير مهما من هذا المنظور ليس الطائفة باعتبارها مؤشرا على كارما الحياة السابقة، وإنما الكارما الحالية ونتائجها على الإدراك الذاتي المتطور للشخص وعلاقاته المتطورة مع الآخرين. إن إعادة التركيز على الكارما بهذا الأسلوب، وفقا لشارما، يقلل من أهمية الطائفة وصور الظلم فيها؛ فالمجتمع الذي يدرك فيه كل شخص أنه يتحمل مسئولية مباشرة فيما يتعلق بتحسين مستقبل هذا العالم بدلا من حياته القادمة؛ سيكون مجتمعا يختفي فيه النظر إلى الطائفة باعتبارها مقياسا للأعمال السابقة. ويقول شارما إن تعاليم كريشنا حول أهمية العمل في العالم مع نبذ نتائج هذا العمل، هي التي تجعل ذلك ممكنا.
الفصل الرابع
الأبطال المقدسون: التقليد الملحمي
ماذا كان يفعل ثمانون مليون هنديا في الساعة التاسعة والنصف من صبيحة كل يوم أحد في عام 1987؟
لقد كانوا يجلسون في منازلهم أو مقاهيهم - أو أي مكان يوجد به تليفزيون - لمشاهدة الدراما المليئة بالأحداث الخاصة بالإله راما وزوجته سيتا وأخيه لاكشمانا في الملحمة التليفزيونية «رامايان». لم يسأم أحد منها، على الرغم من معرفتهم المسبقة للقصة. وفي الواقع، عندما انتهت حلقات المسلسل في البداية بعد 52 أسبوعا، وصل الأمر ببعض المتفرجين إلى الإضراب عن العمل مطالبين بإنتاج المزيد من الحلقات لاستكمال القصة (وأنتجت بالفعل 26 حلقة أخرى). وفي مناسبة أخرى قبل نهاية المسلسل بفترة قصيرة، وعندما كان الشرير رافانا على وشك أن يقتل، قطع المعجبون بالمسلسل رحلات طويلة وصولا إلى الاستوديو التليفزيوني الذي يصور فيه المسلسل للمناشدة بالعفو عنه. لم يكن المسلسل عرضا عاديا يتناول مشاكل الحياة اليومية، وإنما كان ظاهرة مقدسة مثلما وصفه مخرجه الذي صار شهيرا الآن، راماناند ساجار؛ فقد بث إلهاما بالتعبد واسع الانتشار، بل وشعورا مؤقتا أيضا بالوحدة الوطنية؛ إذ ضم طاقم التمثيل والمتفرجين؛ سيخا ومسلمين وهندوسا. كان أشبه بالعرض الطقسي منه بالسرد التليفزيوني؛ فاختير الممثلون وصممت الملابس والحوار والديكور والمؤثرات الخاصة للإيحاء بعالم سماوي، لا بشري. وصار الممثلون يعرفون بالآلهة والشياطين الذين مثلوا شخصياتهم، وصار الناس يلمسون أقدامهم ويطلبون البركة منهم.
شكل 4-1: راما وسيتا في معالجة قناة دوردارشان التليفزيونية لملحمة «رامايانا».
هذه القصة الهندية الشهيرة عن راما، التي رويت وتذكرت وأعيدت روايتها على مدار ما يزيد عن ألفين وخمسمائة من السنين، معروفة لكل الهندوس ولعدد هائل من الناس الآخرين حول العالم؛ يسمعها الأطفال الهندوس الصغار من آبائهم أو أقاربهم، ويتعلمها الأطفال في المدارس عندما يحين عيد ديفالي، ويسمعها القرويون من الرواة أو يرونها تعرض على المسرح الشعبي (رامليلا) وفي عروض العرائس، واليوم صار بإمكان من لديه منهم أجهزة تليفزيون وفيديو تشغيل المسلسلات المفضلة لديهم حول هذه الملحمة وإعادة تشغيلها أكثر من مرة.
Bog aan la aqoon