Hindiga Kadib Gandhi
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Noocyada
عندها اقترحت باكستان انسحاب القوات المسلحة كافة المرابطة في الولاية، وإجراء استفتاء في ظل «إدارة مؤقتة محايدة». والمفارقة أن باكستان كانت قد رفضت فكرة إجراء الاستفتاء في حالة جوناجاد، وكان رأي جناح آنذاك أن إرادة الحاكم هي التي ستقرر أي دومنيون تنضم إليه الولاية الأميرية. في المقابل، أحالت الهند المسألة إلى الإرادة الشعبية؛ إذ بعد أن اتبعت ذلك النهج في جوناجاد، لم تستطع التنصل من الأمر بسهولة في كشمير، إلا أن الحكومة الهندية أصرت على أن الاستفتاء الشعبي يمكن إجراؤه في ظل إدارة حزب المؤتمر الوطني الكشميري، التي كان زعيمها الشيخ عبد الله؛ «الزعيم السياسي الأكثر شعبية في الولاية».
48
وهذا ما قاله الشيخ عبد الله نفسه عندما ألقى خطبة في الأمم المتحدة يوم 5 فبراير 1948، حيث كان حديثه - على حد تعليق أحد المراقبين - «صريحا مباشرا خاليا من اللغة الدبلوماسية». فقد أخبر مجلس الأمن أنه «ما من قوة على الأرض يمكن أن تعزلني من منصبي [في كشمير]؛ فما دام الناس يقفون ورائي فلن أبارحه».
49
وكانت السمة المميزة للمحادثات التي أجريت في الأمم المتحدة بشأن كشمير هي تحيز بريطانيا؛ فقد عضد ممثلها - فيليب نويل-بيكر - الموقف الباكستاني بقوة. وقد أورث ذلك التحيز البريطاني الهنود سخطا بالغا؛ إذ رآه البعض من مخلفات أيام الاحتلال، أو تحولا من مساندة العصبة الإسلامية إلى مساندة باكستان، والبعض الآخر رأى أنه تعويض عن إقامة دولة إسرائيل حديثا، وما استتبعه من حاجة لاسترضاء المسلمين في جميع أنحاء العالم. وتمثلت الفرضية الثالثة في أنه في المعركة التالية مع روسيا السوفييتية، كان المتوقع أن تكون باكستان حليفا يعتمد عليه أكثر؛ فقد كانت باكستان تحظى بموقع أفضل أيضا؛ إذ توفر مدخلا يسيرا إلى القواعد الجوية البريطانية في الشرق الأوسط.
50
وفي الأسبوع الأول من مارس 1948، كتب محرر صحيفة «صنداي تايمز» إلى نويل- بيكر قائلا:
في المعركة العالمية من أجل الشيوعية وضدها، تحتل كشمير مكانة أهم مما يدرك معظم الناس ؛ فهي الركن الوحيد الذي يلامس فيه الكومنولث البريطاني الاتحاد السوفييتي فعليا، وهي وتر حساس غير متوقع في نطاق حوض المحيط الهندي يتوقف أمن الكومنولث كله، بل العالم أجمع، على الحفاظ عليه.
51
بحلول ذلك الوقت، كان نهرو نادما أشد الندم على لجوئه إلى الأمم المتحدة؛ فقد صدمه - حسبما قال لماونتباتن - اكتشافه أن «سياسات القوة وليس الأخلاق» هي التي تحكم منظمة «سيطر عليها الأمريكيون تماما»، الذين - على غرار البريطانيين - «لم يتحرجوا من إبداء تعاطفهم مع القضية الباكستانية».
Bog aan la aqoon