Hindiga Kadib Gandhi
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Noocyada
18
إضافة إلى ما سبق، كان مينون في وضع مثالي للتوسط بين رئيسه القديم ماونتباتن ورئيسه الجديد فالابهاي باتيل. وقد عملوا فيما بينهم على وضع مسودة صك انضمام، تقبل الولايات بمقتضاها تسليم مقاليد الدفاع والشئون الخارجية والاتصالات إلى حكومة حزب المؤتمر. وفي 5 يوليو، أصدر باتيل بيانا ناشد فيه الأمراء أن يقبلوا طلب الاتحاد الهندي فيما يتعلق بتلك الموضوعات الثلاث وينضموا إلى الجمعية التأسيسية. وعلى حد تعبيره، فإن «البديل عن التعاون في سبيل الصالح العام» هو «الأناركية والفوضى». وخاطب باتيل وطنية الأمراء طالبا منهم العون في النهوض «بتلك الأرض المقدسة إلى المكانة التي تليق بها بين دول العالم».
19
وفي 9 يوليو، التقى كل من باتيل ونهرو نائب الملك، وسألاه «عما ينوي فعله لمساعدة الهند فيما يتعلق بأكثر المشكلات التي تواجهها إلحاحا؛ أي العلاقات مع الولايات الأميرية»، فرد ماونتباتن أنه سيولي تلك المسألة «أشد الاهتمام». وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أتى غاندي للقاء ماونتباتن. وقد ذكر نائب الملك أن المهاتما «طلب إلي أن أبذل قصارى جهدي؛ لضمان ألا يخلف البريطانيون وراءهم تركة من البلقنة (التفتت) والاضطراب يوم 15 أغسطس بتشجيع الولايات على إعلان استقلالها».
20
وقد ألح ثلاثي المؤتمر الوطني على ماونتباتن حتى يعضد موقفهم في مواجهة الولايات، وقد أدى تلك المهمة على أكمل وجه، لا سيما في الخطاب الذي ألقاه أمام مجلس الأمراء يوم 25 يوليو، وظهر فيه بأبهى حلة وقد ازدان صدره بصفوف من الأوسمة العسكرية. وقد ذكر أحد مساعديه المجلين له أنه «ارتدى زيه العسكري كاملا، مزدانا بمجموعة من الأوسمة والنياشين المقصود بها إبهار حتى أولئك الأشخاص المتمرسين في الأبهة الأميرية».
21
بدأ ماونتباتن حديثه بإخبار الأمراء أن قانون استقلال الهند حرر «الولايات من كافة التزاماتها تجاه التاج البريطاني». وقد صارت الآن مستقلة عمليا، أو بمعنى آخر، وحيدة شريدة؛ فقد انفصمت عرى الصلات القديمة، ولكن «إذا تعذر الاستعاضة عن تلك السلطة، فلن ينشأ عن ذلك سوى الفوضى»، وهي فوضى «ستضرب الولايات أولا». ونصحهم بإقامة علاقات مع أقرب الدولتين الجديدتين إليهم. وقد أعرب عن قصده دون مواربة قائلا: «لا يمكنكم الفرار من حكومة الدومنيون التي صارت جارتكم، مثلما لا يمكنكم الفرار من الرعايا الذين تقع مسئولية رعايتهم على عاتقكم.»
كان صك الانضمام الذي طلب إلى الأمراء التوقيع عليه يتضمن التنازل عن مسئولية الدفاع، إلا أن ماونتباتن قال إن الولايات إذا استقلت فسوف «تنقطع عن أي مصادر إمداد من العتاد أو السلاح الحديث». وتتنازل الولايات أيضا بموجب الصك عن مسئولية الشئون الخارجية؛ فالأمراء «لا يمكن أن يرغبوا في تحمل نفقات إرسال سفراء أو وزراء أو قناصل إلى تلك البلدان الأجنبية كلها». وتتنازل أيضا عن الاتصالات، ولكنها «مجرد وسيلة للإبقاء على شريان الحياة في شبه القارة كلها». وقال ماونتباتن إن عرض المؤتمر الوطني تضمن ترك «نفوذ داخلي كبير» للحكام، مع تخليصهم من المسائل التي لا يمكنهم التعامل معها بمفردهم.
22
Bog aan la aqoon