من ذلك يكره) القَزَل (، و) الأقزل (هو الذي إحدى أذنيه أطول من الأخرى. و) الأخنس (وهو المتأخر الأنف في وجهه، وأكثر ما يكون ذلك في الرومية. و) الأَفْطَسُ (وهو المتطامن قصبة الأنف مع ضِخَم أرنبتيه. و) المقنْطَرُ (وهو المرتفع وسط العنق دون سائره. و) الخالي (وهو الذي تسميه العامة فارغ العنق، قال أبي حازم: وهو شرُّ عيب. و) الطبركون (وهو الحاد الكفَل. و) الصَّلُود (وهو الذي لا يَعْرَق. و) الوقيع (وهو الذي يحَفْى سريعًا. و) الأرَحُّ (وهو المفترش الحافر، وإن كان متَّسعَه، ما لم يكن مُقَّعبا، فإن كان مع اتساعه مُقَّعبا فهو محمود. و) المصْطرُّ (وهو الضَّيِّقُ الحافر.
و) الإخطاف (وهو لحوق ما وراء الحزام من بطنه، فيرجع حزامه أبدًا إلى جهة خُصْيَيْه. و) الإشْغاء (وهو أن تختلف أسنانه ولا تلتصَق، ويطولَ بعضها ويقصر بعضها، والاسم) الشغَّا (. و) قصر اللسان (. قال ابن أبي حازم: هو في الخيل عيب، لأن ذلك يُصْحِبُ فمَ الفرس الجُفوف ولا يكون له لعاب. و) الأكَبُّ (وهو الذي لا يلبث عليه سَرْج إلا قدَّمه حتى يطرحه على يديه وعنقه.
وتكره غُئُورة العينين في الخيل لأنها تدل على الفَشل. وتُكْره حمرتها في الدَّهْمِ منها. قال موسى بن نُصَيْر: إذا كان الأدهم أحمر العينين فإنه يتهم بالحرَنِ.
فصل
ومما يُكره من أحوال الخيل مما يُحتاج في معرفته إلى دليل) الخرَسُ (، وهو خلقة. قال موسى بن نصير: يختبر بأن يعرض الفرس على الرَّماك، فأن صهل فاعلم أنه ليس بأخرس. و) العَشَى (، يقال فرس) أعْشَى (، وهو الذي لا يُبصر بالليل. قال موسى بن نصير: يختبر بأن يمشي على ثوب أسود، فأن مشى عليه فهو أعشى، وأن أتقاه فهو سليم. ويسمى أيضًا الأعشى) الشَّبْكور (. و) الجَهَر (يقال فرس) أجْهر (وهو الضعيف البصر الذي لا يبصر بالشمس. ويستدل على ذلك أن تراه يمشي ويتلقف بيديه، ويرفع ركبتيه، حتى يكاد أن يضرب بها جَحْفَلَتَهُ. و) الصَّمَمُ (، قال ابن أبي حازم: هو) الطَّرَشُ (، يقال فرس) طَرُوش (. ومن علامات الصمم بالدابة أن ترعى أذنها منتصبة إلى خلف لا ينصبها للنظر ولا يسمع إذا صِيحَ به؛ قال: وأكثر ما رأيته في البُلْق. و) العَسَر (؛ قال الأصمعي: إذا عمل الرجل بشماله فهو) أَعْسَر (، وكذلك الفرس إذا قدَّمَ في مشَيْه شماله.
قال موسى بن نصير: يختبر العَسَر بأن يَقْفز الفرسَ خندقًا صغيرًا سبع مرات، فأن رفع في كل المرات يده اليمنى قبل اليسرى فاعلم أنه ليس بأَعْسَرَ. قالوا: والفَرسَ الأعسُرُ لا يكاد يَسْبح في الماء. و) البليد (وهو ضد الذكي القلب العزيز النفس. قال موسى بن نُصَير: تختبر البلادة بأن تقف على عشرة أذرع من الفرس، وأرْمِهِ بخرقة أو أرْمِ عِنانه بحصىً، فأن وقف فاتَّهِمْه ببلادة، وكذلك إن عطسْتَ وأنت راكبه، أو نفضت بعض ثيابك، ثم أركبه وأَلْقِ على الأرض ثوبًا أبيض وامش به عليه، فأن حذِرَه فأعلم أنه ذكي النفس، وإلا فاعلم أنه بليد.
فصل في عيوب عادته
إذا كان الفرس يعضُّ من يدنو منه فهو) عَضُوض (. فإن كان لا يَثْبتُ لم أراد القرب منه فهو) نَفُور (. فإن كان يجرُّ الرَّسَن ولا يطاوع قائده فهو) جَرور (. فإذا لم يَرُدَّه اللجام عن جريه فهو) جَموح (. فإذا امتنع عن المشي ووقف بموضع واحد فهو) حَرُون (. فإن كان يميل عن الجهة التي يريدها صاحبه فهو) حَيُوص (. فإن كان كثير العِثار فهو) عَثور (. فإن كان يضرب برجليه فهو) رَمُوح (. فإن كان مانعًا راكبه فهو) شَمُوس (. فإن كان يلتوي بصاحبه حتى يسقط فهو) قَمُوص (. فإن كان يرفع يديه ويقوم على رجليه فهو) شَبوب (. فإن كان يمشي مشيًا يشبه الوثب فهو) قَطُوفٌ (.
وقد أحسن أبو منصور الثعالبي في نفي هذه العيوب عن فرس أهْدِىَ إليه فقال:
لا بالشَّموس ولا القَمُو ... ص ولا القَطُوفِ ولا الشّبوبِ
سأل بعض العرب ابنين كانا عن أي الخيل أبغض إليهما؟ فقال أحدهما: الجموح الطموح، التكُولُ الأَنُوحُ، الذي إذا جاريتَه سبقته، وأن طلبته أدركته.
فقال للآخر فما تقول أنت؟ فقال: بئس وَصَف! ولكن غيره أبغض إليّ منه. فقال: وما هو؟ فقال: البطيء الثقيل، الحرُونُ الكليل، الذي إن ضربته قمص، وأن دنوتَ منه شَمَس، يدركه الطالب، ويفوته الهارب.
1 / 24