فرحت به الدنيا وأصبح وجهها ... فيه تلوح بشاشة المسرور
وزهت به العليا وقالت أرخوا ... أبهى إمام شيخٌ الباجوري
يا صاح حدث عن مآثره وقل ... قد صح نقل حديثي المأثور
طوبى لمن بمقام إبراهيم قد ... أدى فريضة حجه المبرور
وسعى وطاف بكعبة الطول الذي ... تمت شعائره بلا تقصير
فليهنه الإقبال وليقض الذي ... قد فات من مندوبه المنذور
وإليه أهدي بنت فكر تنجلي ... في خجلة من جفنها المكسور
غايات ما ترجوه فض ختامها ... حيث انتهت بتكامل التوقير
ثم إنه لما قربت وفاته، وكادت أن تتناهى حياته، نزل به مرض الحمام، ولازمه إلى أن استوفى من عمره التمام، توفي يوم الخميس ثامن وعشرين من ذي القعدة سنة ألف ومائتين وست وسبعين ودفن بتربة المجاورين.
الشيخ إبراهيم بن محمد بن دهمان الحلبي:
الشافعي القادري برهان الدين الفاضل الذي طوي على الفضل أديمه، والعالم العامل الذي انتشر به الكمال حديثه وقديمه، من أشرق في أوج الجمال طالع سعده، وارتقى على كاهل الكمال بنيان مجده، واسطة عقد الأفاضل، وكعبة طواف ذوي الفضائل والفواضل، الفقيه الورع الزاهد، والمحدث الصوفي العابد، ولد بدارة عزة قرية من أعمال حلب سنة خمس وخمسين ومائة وألف، ودخل أيام شبابه حلب، واجتمع بخاله الشيخ العارف أبي بكر بن أحمد الهلالي القادري وأخذ عنه الطريقة واعتنى بشأنه، ثم ارتحل إلى مصر سنة ثمان وسبعين ولازم الشيوخ في الأزهر وقرأ عليهم وحضر دروسهم وأكثر من الأخذ والاستفادة والسماع، فقرأ على أبي داود سليمان بن الجمل وهو أجل من انتفع به، والشيخ أحمد الفالوجي، وسيدي محمد بن علي الصباغ، وسيدي أبي عبد الله محمد الأمير، والشهاب أحمد بن محمد الدردير، وأبي الصلاح أحمد بن موسى العمروسي وأبي الحسن علي بن أحمد
1 / 11