Xigmadda Galbeedka Qeybta Koowaad
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
Noocyada
الذي كانت حياته تنطوي بمعنى ما، على مفارقة زمنية، أما المعبد الرئيسي الثاني لأبولو فكان يقع في جزيرة ديلوس
Delos
التي كانت نقطة التقاء دينية للقبائل الأيونية، وظلت لفترة ما مركزا لبيت المال في رابطة المدن الديلية (نسبة إلى ديلوس).
وهناك مؤسسة عظيمة أخرى كانت تجمع شمل اليونانيين جميعا، وهي الألعاب التي تقام على جبل أوليمبيا، في غرب البلوبنير، وكانت هذه الألعاب تجرى مرة كل أربع سنوات، وكان لها الأولوية على أي عمل آخر، حتى الحرب ذاتها، فلم يكن هناك شرف أعظم من إحراز نصر أوليمبي. وهكذا كان الفائز يتوج بإكليل من الغار، وتصنع له مدينته في معبدها الخاص في أوليمبيا تمثالا لتخليد ذكرى هذا الحدث، وكانت المرة الأولى التي أجريت فيها هذه المسابقات هي عام 776ق.م، ومنذ ذلك الحين أصبح اليونانيون يحسبون الزمن بالألعاب الأوليمبية.
والواقع أن الألعاب الأوليمبية كانت علامة حية على القيمة التي كان اليونانيون يعزونها إلى الجسد. وهذه القيمة مثل آخر واضح على ما يتميزون به من حرص على الانسجام؛ فللناس أبدان مثلما أن لهم عقولا، وكلاهما في حاجة إلى مران وتدريب. وهذه الحقيقة تجعلنا نتذكر جيدا أن مفكري اليونان لما يكونوا ينتمون إلى ذلك النوع من مثقفي البرج العاجي الذي ورثه عالمنا الحديث من تراث المدرسيين في العصور الوسطى.
وأخيرا ينبغي علينا أن نضيف كلمة عن نظام الرق؛ فكثيرا ما كان يقال إن اليونانيين لما يفلحوا في العلوم التجريبية؛ لأن إجراء التجارب كان يعني تدنيس المرء ليديه، وهو عمل كان مقصورا على العبيد. غير أنه لا يوجد حكم أكثر تضليلا من هذا الاستنتاج السريع؛ فالشواهد تدل بوضوح على العكس، كما يتضح من سجلات إنجازاتهم العلمية ومن آثار النحت والعمارة المتبقية في عصرهم.
وعلى أية حال فمن واجبنا ألا نبالغ في أهمية العبيد في حياتهم، على الرغم من أنه كان هناك إحساس متحذلق بأن السادة لا يستخدمون أيديهم، صحيح أن أولئك الذين كانوا يستخرجون الفضة من مناجمها في لوريون
Laurion
كانوا يعانون مصيرا لا إنسانيا، ومع ذلك يمكن القول على وجه الإجمال إن جموع العبيد في المدن لم تكن تعامل بقسوة متعمدة؛ وذلك لأسباب منها أن العبد كان ذا قيمة كبيرة، وخاصة لو كان يتقن حرفة ما، وقد تحرر كثير من العبيد. أما نظام الرق على نطاق ضخم فينتمي إلى عصر لاحق بالنسبة إلى القرن الخامس اليوناني.
وربما كان أعجب ما يتسم به القرن الخامس ق.م. هو التدفق المفاجئ للتجربة والإبداع العقلي، وهذا يصدق على الفنون كما يصدق على الفلسفة؛ فعلى حين أن النحت في القرن السابق كان لا يزال يحتفظ بالنزعة الشكلية الجامعة للأصول المصرية الفرعونية التي تأثر بها، نجد الحياة قد دبت فيه فجأة في القرن الخامس. وفي الأدب تحولت الطقوس الشكلية المميزة للعصور السابقة إلى الطابع الذي يزداد مرونة للدراما الأتيكية
Bog aan la aqoon