فصعر العبد خده وقال: لقد أخطأتم فيما صنعتم، وحق عقاب السماء عليكم، وكان الأجدر بكم أن تزرعوا صوفا بدلا من القطن؛ فلا يؤذيه المطر، ولا يتلفه المزن.
وكان في حضرة الخصي عالم زاهد، فلما سمع الجواب نهض يقصد الباب وهو ينشد:
كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه!
وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا!
هذا الذي ترك الأوهام حائرة
وصير العالم النحرير زنديقا
فسمع الزاهد هاتفا يقول: أقصر؛ فهذه سنة الحياة الدنيا تؤتي الجاهل رزقه بسهولة، وأولو الفضيلة رزقهم محبوس :
يسعى الذكي فلا ينال بسعيه
حظا ويحظى عاجز ومهين
آداب الزاهدين
Bog aan la aqoon