Sheekooyinka Dadweynaha Carabta
الحكايات الشعبية العربية
Noocyada
لما امتطى إبليسا
وبعده تملك جمشيد ويقال له: «جم» ترخيما، وهو أول من غزل القز والكتان والقطن، ورتب طبقات الناس، وجعل الخوذة للجند، ورتب الطبقات: طبقة العلماء والأبدان والأديان، ثم أمر كلا منهم بالعمل الذي ألزمهم إياه، فلزم كل حده فلم يتعده، وخطه فلم يتخطه، ثم عمل عجلة وفرشها بالديباج، وطار بها في السماء، وسمى ذلك يوم أورمزد أول يوم الربيع، فاتخذوه عيدهم الأعظم وسموه النيروز.
وكانت مراتب الناس في أيام جم على الأسنان أعلاهم سنا، أعلاهم مجلسا، ثم كانت في أيام الضحاك على الغنى والثروة، ثم كانت في أيام أفريدون على الغناء والسابقة، ثم كانت في أيام منوجهر على الأصول والقدم، ثم كانت في أيام كيقاوس على العقل والحكمة، ثم كانت في أيام كيخسرو على البأس والنجدة، ثم كانت في أيام بهراسف على الدين والعفة، ثم كانت في أيام أنوشروان على اجتماع هذه الخصال، إلا الغنى والثروة فإنه كان لا يعتد بهما.
كانت رأفة جم على رعيته كرأفة الوالد بولده، وكان صنع الضحاك بالرعية صنيع الضرة بالضرة، وكان أفريدون لرعيته كالأخ لأخيه، وكان أفراسياب للرعية كالعدو للعدو، وكان بشتاسف للرعية كالمؤدب للصبيان.
ولما تجبر «جم» وادعى الألوهية قصده الضحاك الحميري - المسمى بالفارسية بيوراسف - من أرض اليمن في جيوش كثيفة وشوكة شديدة، فانقض عليه انقضاض العقاب على الأرانب، فهرب منه جم متنكرا، واستولى الضحاك على ملكه، وطارده حتى ظفر به فصاده كما يصيد الهر الفأر ونشره بالمنشار، ويقال إنه ألقاه إلى السباع.
فالعجم تسميه بيوراسف، والعرب تسميه الضحاك، وسماه أبو نواس بالخابل.
وكان أبوه ملك اليمن، ثم زين له الشيطان قتل أبيه فقتله، وما زال الشيطان يستدرجه ليأكل من كل لحوم الطير حتى لحوم الحملان، ومنها إلى لحوم الضأن والثيران، إلى أن نفخ في منكبيه من خبثه وسحره فخرجت حيتان سوداوان كلما قطعتا عادتا كما كانتا، وكلما قام من النوم أوجعته الحيتان، وأكلا مخ البشر وسكنا وهكذا، فكان ساحرا ماهرا. وعن ابن الكلبي أن الضحاك أول من سن القطع والصلب، وأول من سن العشور وضرب الدراهم والدنانير، وغنى وغني له، لكن إبليس زين له الكفر والفجور.
وذكر الطبري أنه وقع له شيء من كلام آدم فاتخذه سحرا يعمل به.
وكان إذا أعجبته امرأة أو غلام أو دابة، نفخ في قصبة من ذهب فكان يجيبه. وتنسب له حكاية الطباخين: أرماييل وكرماييل، اللذين أمرهما بقتل الشبان، لكنهما رقا للشبان المذبوحين، فكانا يذبحان عنزا بدلا منهم يوميا، ويتفرقون في الجبال حتى أصبحوا أمما «فهم أصول جميع الأكراد في نواحي البلاد».
13
Bog aan la aqoon