Sheekooyinka Dadweynaha Carabta
الحكايات الشعبية العربية
Noocyada
وإذا ما جرى سريان هذا القانون العام بالنسبة للغة - اللغات بعامة - فإنه ينطبق بدقة على لغتنا العربية التي - كما نعرف جميعا - مكبلة بالأسطورة وأعرابها قلبا وقالبا، منذ ذلك التاريخ الخرافي المصاحب ليعرب بن قحطان
1 - أول من تكلم العربية - أبي العرب الساميين.
كما أن من بين عوامل ومؤثرات توالي الاستمرار لصدى الماضي ومخلفاته عبر الحاضر الآني الماثل، وما يزخر وينخر فيه من خرافات وخزعبلات للحفاظ على بقية الأبنية من قرابية اتصالية إلى اجتماعية طبقية، إلى عمودية فئوية عنصرية طائفية، إلى نوعية تتصل بعلاقات الرجل بالمرأة ، بدءا بالسيادة للذكر، مرورا إلى الميراث، وتربية الأطفال وتنشئتهم، وهو ما اكتمل في البنية الأسرية.
ولعل أقرب مثال يمكن طرحه بالنسبة لواقع الشارع العربي - ولنقل السامي - وأحداثه الدامية، بل مهاتراته، اليوم والآن، ما يفضي بالضرورة مشيرا في اتهام إلى أزمة حضارية ماثلة ومحققة.
ففي كل الحالات والأزمات يطل هذا التراث جاثما من خرافات وخزعبلات وحكايات وحواديت وأمثال وفابيولات تجري على ألسنة الطيور والحيوانات والزواحف والحشرات انتهاء بالجراثيم، وهو ما سنقدم بعض نماذجه وقصصه النمطية أو المعاشة التي توصلت إلى جمعها، مع إخضاعها للمقارنة والاحتكاك مع بقية النماذج والتنويعات العربية
2
في الإطار الكوني.
وعليه، يحسن بنا أن لا نتأفف ونضجر من بشاعة أو سذاجة النماذج المنشورة، سواء تلك التي توصلت إلى جمعها من أفواه الناس، خاصة فلاحي مصر الوسطى على مدى ربع القرن الأخير، وظلت حبيسة عندي في انتظار تراكم عينات تجيء من مختلف بلدان الوطن العربي، لا من المنطلق القومي فحسب، بقدر ما أن الغاية هنا علمية؛ ذلك أن أي محاولة دراسية لهذا التراث - العربي أولا والسامي في المحل الثاني - لا تجيء على المستوى القومي، تجيء مبتورة محبطة، فالوحدة الثقافية والتراثية تجيء في المقام الأول كنتيجة حتمية للوحدة اللغوية للفصحى ولهجاتها، سوى من بعض السمات والخصائص التي يتطلبها الموقع العربي بين الشرق والغرب، أو بين العواصم الآسيوية والأفريقية والأوروبية، بالإضافة إلى سمات البحر الأبيض المتوسط بعامة.
لذا فإن محاولات الدراسة لهذا التراث تتسم بالوعورة المرهقة من جانب، ومن الجانب المقابل يتطلب الأمر الإحاطة بالحضارات التي أقيمت على ساحات قلب العالم القديم ومؤثراتها، من حضارات سامية لفرعونية، لفارسية-آرية، لهلينية، ورومانية، وبيزنطية، وتركية، وهكذا.
ذلك إذا ما توفرت الرغبة في إعادة المعرفة اليقينية بدور وحجم هذا التراث من فولكلوري وشعائري معط أو منزل متوارث، بلا مخاوف ومحرمات ومغالطات تجيء بها محاولات دراسية أدبية أو حلقية أو عنصرية (غير) علمية، وغير مستوعبة لما أنجز في هذا الحقل الإثنوجرافي منذ قرون، بمعدلات متوافقة طبعا مع منجزات العلم الطبيعي.
Bog aan la aqoon