Sheekooyinka Dadweynaha Carabta
الحكايات الشعبية العربية
Noocyada
وقد لعبت الحضارة الكنعانية وطليعتها البحرية فينيقيا - نظرا لاقتحامهما المبكر للبحرين الأبيض والأحمر - دور الوسيط في حمل تراثي مصر وبابل، والإبحار به ونشره على طول سواحل البحر المتوسط، وكذا تواتر دورهم البحري خلال الفتوحات الإسلامية.
3
لذا يرى البعض أن كلا التراثين العقائديين: العبري اليهودي والفارسي المجوسي، بالإضافة إلى التراثين الهليني والمسيحي، جاء جميعه تحت التأثير المباشر الكنعاني السوري أو الآشوري فيما بعد، المستمد بدوره من سابقه السومري.
ويرى توينبي - بالنسبة لليهود - أن شعب مملكتي «إسرائيل ويهوذا قد رفع نفسه مكانا ساميا إبان فترة من تاريخه الذي بدأ في طفولة الحضارة السورية وبلغ الأوج في عصر الأنبياء».
ويرجع السبب في تركيزي على الحضارات أو المنابع الأم أو حضارات الجيل الأول - في دلتا العراق حيث الحضارة السومرية الأكادية، وفي دلتا وادي النيل حيث الحضارة المصرية الفرعونية - إلى محاولة تعرف النبتة الأولى لكل جزئية أو موتيف أسطوري أو فولكلوري، وإمكانية تتبعه؛ وذلك نظرا لتعدد المصادر وتنوعها بالنسبة للفكرة أو الموتيف الواحد؛ مما قد يوقع الباحث في الخطأ وفقدان الطريق، وإعادة هدم ما أوشك في بدئه، وهو ما أصبح تقليدا ساريا بالنسبة لدارس تراث قلب العالم القديم.
فما من إضافة كشفية أثرية أركيولوجية أو نصية أو شفاهية، لم تسهم في إعادة تكامل جزئيات هذا التراث الهائل؛ مما يترتب عليه دوام الهدم المستهدف أصلا لتوالي البناء واستقامته، واستجلاء أقصى طاقات الغموض.
فيمكن اعتبار الدراسات الفولكلورية - محتوية أو متضمنة الأساطير - أحد المركبات المهمة اليوم في إعادة بناء تاريخ الجسد الحضاري لأي شعب أو مجموعة من الشعوب، وأخصها شعوبنا العربية، من المنظور القومي.
مع الأخذ في الاعتبار مدى الجدوى التي حققتها المناهج البنائية في مثل هذه العلوم الحضارية الإثنوجرافية التي تستلزم «القيام بدراسة شاملة لحالة واحدة»، فيشير ليفي شتراوس ب «إلغاء الحواجز التقليدية والمفتعلة بين مختلف النظم، وتكوين منهج يعتمد على كل العلوم والدراسات».
فالإثنوجرافيا - متضمنة للفولكلور - من مهامها جمع المعلومات والمأثورات المتوارثة، بما يمكن تزامنه مع الدراسات التاريخية في جدلية تواجد العلاقة الحميمة بين البناء الاجتماعي وعلم ما قبل التاريخ والآثار، بالإضافة إلى بقية الميادين والأبنية، ومنها أبنية الاتصال من قرابة وتنظيم عشائري، وأنماط الزواج والتربية واللغة والمعتقدات والمنتجات الطقسية والروحية الدينية.
وكما سبق أن أوضحنا، فإن مثل هذه الدراسات قطعت شوطا كبيرا خاصة فيما يتصل بالتصنيف؛ أي تجميع وتراكم عينات الفكرة أو المقولة الواحدة، ثم بعد ذلك إعادة تعرف تاريخ حياة كل فكرة على حدة، والأخذ بمبدأ أن أي فكرة أو مقولة أو شعيرة تصبح بلا قيمة ما لم يتحدد أصلها وفصلها، وما طرأ عليها من تغيرات وإضافات من عصر لعصر، ومن موطن أم لآخر.
Bog aan la aqoon