فأقول بثقة: أستطيع أن أراهن على ذلك.
فيقول وهو يضحك: طوبى للحمقى فهم السعداء.
الحكاية رقم «78»
عرفت الشيخ عمر فكري في بيتنا وهو في زيارة لأبي، هو كاتب محام متقاعد، فتح عقب تقاعده مكتبا للأعمال لمعاونة أهل حارتنا في شئون الحياة بعد أن توثقت أسباب الاتصال بين الحارة وبين المدينة الكبيرة، ويقع مكتبه فيما بين الزاوية والمدرسة، ويقدم خدمات متنوعة للقاصدين، مثل تأجير البيوت ونقل الأثاث وتجهيز الجنازات والسمسرة التجارية وشئون الزواج والطلاق.
سمعته وهو يقول لأبي بكل ثقة واعتزاز: من خبرتي الطويلة أستطيع أن أقدم شتى الخدمات في أي ميدان من ميادين الحياة!
تحركت في أعماقي رغبة قديمة كامنة فسألته: أتستطيع أن تقدم لي خدمة؟
فنظر إلي باسما وسألني: ماذا تريد يا بني؟ - أريد رؤية شيخ التكية الأكبر!
فضحك الشيخ عمر عاليا، وشاركه أبي، ثم قال: إن الخدمات التي أقدمها جدية وتتعلق بجوهر الحياة العملية! - ولكنك قلت إنك تقدم شتى الخدمات في أي ميدان من ميادين الحياة! - ولكن التكية خارج أسوار الحياة؟ - هي ليست كذلك في الواقع.
وقال لي أبي: أسمعه بعض ما تحفظ من أشعارها.
فرددت بسرور: بلبلي خون دلي خورد وكلي حاصل كرد.
Bog aan la aqoon