Sheekooyinka Andersen ee Mala-awaalka: Qaybta Koowaad
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Noocyada
كذلك ابتعدت الفئران الصغيرة بعد ذلك، وتنهدت الشجرة وقالت: «كان الوقت ممتعا جدا حين كانت الفئران الصغيرة المرحة تجلس حولي وتنصت لي وأنا أتحدث. الآن صار كل هذا ماضيا أيضا. لكنني سوف أصير سعيدة حين يأتي أحد ليخرجني من هذا المكان.»
لكن هل سيحدث هذا أبدا؟ نعم؛ فقد جاء أناس ذات صباح لتنظيف العلية؛ حيث خزنت الصناديق، وأخرجت الشجرة من الزاوية وألقيت بقسوة على الأرض؛ ثم جرها الخادمان على الدرج حيث كان ضوء النهار ساطعا.
قالت الشجرة مبتهجة بأشعة الشمس والهواء المنعش: «الآن بدأت الحياة مرة أخرى.» ثم حملت إلى أسفل وأخذت إلى الفناء سريعا جدا حتى إنها نسيت أن تفكر في نفسها، ولم يسعها إلا النظر حولها؛ فقد كان هناك الكثير لتطالعه.
كان الفناء على مقربة من حديقة، بدا كل ما فيها متألقا؛ فقد تدلت ورود نضرة وذكية فوق السياج القصير. وكانت أشجار الزيزفون مزهرة، فيما حلقت طيور السنونو هنا وهناك وهي تغرد قائلة: «سيأتي خليلي»، لكنها لم تكن تقصد شجرة التنوب.
صاحت الشجرة فرحة، وهي تمد فروعها: «الآن سوف أحيا»، لكن وا حسرتاه! كانت كلها ذابلة وصفراء، ووضعت الشجرة في زاوية بين الحشائش ونباتات القراص. كانت النجمة المصنوعة من الورق الذهبي ما زالت مثبتة في قمة الشجرة، وراحت تلمع في ضوء الشمس.
كان يلعب في الفناء نفسه اثنان من الأطفال المرحين الذين رقصوا حول الشجرة في الكريسماس، وكانوا في غاية السعادة آنذاك. رأى أصغرهما النجمة اللامعة، فهرع وشدها من فوق الشجرة، وقال وهو يمشي على الفروع حتى تشرخت أسفل حذائه: «انظر ماذا وجدت على شجرة التنوب العجوز القبيحة.»
وشاهدت الشجرة كل الزهور النضرة اليانعة في الحديقة، ثم نظرت إلى حالها، وتمنت لو كانت ظلت في الزاوية المظلمة في العلية. وتذكرت شبابها الغض في الغابة، وعشية الكريسماس السعيدة، والفئران الصغيرة التي أنصتت إلى قصة هامتي دامتي.
قالت الشجرة المسكينة: «كل هذا انتهى! انتهى! أوه، ليتني استمتعت بحياتي حين كان يتسنى لي ذلك! لكن فات الأوان الآن!»
ثم جاء خادم وقطع الشجرة قطعا صغيرة، حتى تكومت في حزمة كبيرة على الأرض. ووضعت القطع في نار، فاشتعلت سريعا متوهجة، في حين راحت الشجرة تتنهد بعمق بالغ حتى كانت كل تنهيدة بمثابة طلقة من مسدس صغير. ثم جاء الطفلان اللذان كانا يلهوان، وجلسا أمام النار، وتطلعا إليها وصاحا: «طق، طق.» لكن مع كل «طقطقة»، وهي التي كانت تنهيدة عميقة، كانت الشجرة تفكر في يوم من أيام الصيف في الغابة أو إحدى ليالي الشتاء حين كان بريق النجوم ساطعا، وفي عشية الكريسماس، وفي هامتي دامتي - القصة الوحيدة التي سمعتها أو عرفت كيف تحكيها على الإطلاق - حتى فنيت أخيرا.
ظل الطفلان يلعبان في الحديقة، ووضع أصغرهما على صدره النجمة الذهبية التي زينت بها الشجرة في أسعد أمسية في حياتها. انتهى الآن كل شيء؛ انتهت حياة الشجرة وكذلك القصة؛ فكل القصص لا بد لها من نهاية في وقت ما.
Bog aan la aqoon