Sheeko Bilow iyo Dhammaad La'aan

Najiib Maxfuus d. 1427 AH
93

Sheeko Bilow iyo Dhammaad La'aan

حكاية بلا بداية ولا نهاية

Noocyada

وسكت لحظة ثم تمتم: ولم أكتف بذلك فجازفت بالعمل في السراديب.

ثم واصل وهو يضحك ضحكة موجزة: ثم قضيت من حياتي خمسة وعشرين عاما في السجن. - أول ما لفتني إليك حديث بعض الزملاء في المصلحة عندما أشاروا إليك وقالوا هذا الرجل بطل من أبطالنا القدامى! - وقد خرج البطل من السجن بعد أن جاوز الخمسين، وبعطف من البعض ألحقت بالوظيفة، بمرتب مبتدئ، وعما قليل سأترك الخدمة دون أن أستحق معاشا، وقد فاتني الحب والزواج والأسرة، وإن امتد بي العمر فلا مفر من التشرد والجوع. - يا للبطولة! - لذلك قلت إن بيننا أوجه شبه. - ولكنك بطل! - لا يذكرني اليوم أحد!

ترامت إليهما في الكشك ضحكات هامسة وهي تقترب. مرق إلى الداخل فتاة وشاب سرعان ما تبادلا عناقا حارا. أسلمت الفتاة رأسها إلى كتف الشاب وأغمضت عينيها. قلبت رأسها، ولما فتحت عينيها وقع بصرها على الكهل والفتاة السمراء ذات العينين الخضراوين. ابتسمت بلا ارتباك يذكر ثم سحبت فتاها من يده وغادرا الكشك. ضحكت السمراء وابتسم الكهل. وسألته: لم اخترت هذه الحديقة مكانا للقائنا؟ - كنت أتردد عليها في الزمان الأول. - لا علم لك بما يدور فيها اليوم؟ - كلا، كنا نتخذها أحيانا مخبأ ننقض منه على أعدائنا.

فقامت برشاقة آخذة إياه من ذراعه، فمضت به إلى جدار الكشك. مدت بصرها من الثغرات بين أوراق الياسمين داعية إياه إلى النظر. نظرا معا وهما شبه متلاصقين حتى فغر الكهل فاه. وهمست في أذنه: انظر إلى الحديقة!

ثم وهي تكتم ضحكة: كم أنها مرصعة بالعشاق! - فوق ما يتصور العقل. - العقل يستطيع أن يتصور كل شيء لو تخلت عنه القبضة الخانقة.

فقال في انفعال ظاهر: انظري إلى هذه الفاجرة! - يا لها من سكرى بالحب! - أهذه حديقة عامة؟ - لا عيب فيها إلا أنها تشبه الجنة. - إنها في عمر الورد! - الحديقة؟ - الفاجرة! - يخيل إلي أنه لا زوج أم يرهبها ولا سجن يهددها!

رجع الرجل إلى مجلسه وهو يلهث. تراجعت الفتاة إلى وسط الكشك. وقفت كأنما تستعرض جسمها الرشيق.

دارت حول نفسها مرتين كأنما تشرع في الرقص. سألها وهو لا يتمالك نفسه: لم وقع اختيارك علي بالذات؟ - لأنك الرجل الذي قضى زهرة عمره في السجن. - كيف ظننت أنك واجدة رأيا جنونيا عند رجل مثلي؟! - تخيلت أنه لن ينتشلني من الموت إلا رجل كان الموت لعبته! - يا له من مزاح! - قلت لنفسي سأجد عنده رأيا جديرا ببطل!

فتردد قليلا ثم سألها: ألم تخشي أن أغازلك؟ - ليس ثمة ما أخشاه في ذلك!

هز الكهل رأسه مغلوبا على أمره فعادت إلى مجلسها إلى جانبه وهي تسأله: أليس في حياتك جانب لهو؟

Bog aan la aqoon