Sheeko Bilow iyo Dhammaad La'aan
حكاية بلا بداية ولا نهاية
Noocyada
قال الشيخ بنبرة راسخة قوية: لا إيمان حقيقي إلا بالله ولا خير حقيقي إلا بالله وفي سبيل الله.
وساد صمت فترامى من الحديقة نقيق، وخشخشة أوراق، على حين ارتفعت من الحارة ضجة عابثة ضاحكة. جعل الشيخ ينقل عينيه بينهم. لم يستطع تجنب النظر إلى عويس. وقال: لعلكم تؤمنون بالإنسان، هكذا يقال كثيرا في هذه الأيام، ولكن ما قيمة الإيمان بالإنسان بغير الإيمان بالبطولة؟
أجاب أحدهم: لا قيمة لشيء بغير البطولة. - أي ضمان للبطولة - وهي تضحية بالنفس والمال - بغير إيمان كامل بالله؟! - من المؤمنين من لا بطولة لهم والعكس صحيح! - على أي أساس تقوم بطولاتهم؟ - إيمانهم بأنفسهم وبعالمهم! - غير كاف وحده. - التربية الرشيدة. - ولا هذه.
فقال آخر: قد نستعين في ذلك بالعقاقير كما نستعين بها على مقاومة الأمراض!
ابتسم الشيخ على رغمه ولكنه قال بامتعاض: حبوب للتضحية .. حبوب للشجاعة .. حبوب للأمانة .. ما شاء الله!
فقال علي عويس منفعلا: لا تسخر منا يا سيدي، إن جميع ما حولنا يثير الحزن الشديد، لقد ضقنا بكل شيء ونريد لكل شيء أن يتغير، وقد ورثنا هذا العالم عن آباء وأجداد ظنت بهم الحكمة يوما ما، فحق لنا أن نتنكر لهم ولتراثهم.
فتمتم الشيخ ممتعضا: أسفي على الآباء والأجداد. - نحن أجدر بالرثاء منهم.
تفكر الرجل قليلا ثم قال: الآن عرفت لم تسخرون من الطريقة وأهلها!
فقال أحدهم: إنك يا مولانا رجل مثقف، وليس جمعك بين البدلة والعمامة عبثا، وإن خيرا كثيرا يرجى منك لحارتنا. - ترى ماذا يرجى مني؟ - لا شيء يخفى على فطنتك. - أعطني مثالا يا بني.
فقال علي عويس: أن تمزق ستار الأكاذيب الذي يغشى حارتنا. - الأكاذيب؟! - كالتناقض بين شعار الزهد والممارسة الفعلية للتسلط واقتناء العمارات الشاهقة!
Bog aan la aqoon