Sheeko Bilow iyo Dhammaad La'aan
حكاية بلا بداية ولا نهاية
Noocyada
وأجال يده في الظلام وهم بالوقوف وإذا بصوت غليظ يقول بنبرة آمرة ومهددة معا : لا تتحرك .
فصدع بالأمر وهو يرتعد وسأل برجاء: ما معنى هذا من فضلك؟ - لا تسأل ولكن عليك أن تجيب. - سل عما شئت ولكني لم أسئ إلى أحد. - اخرس.
فخرس وقلبه يدق فعاد الصوت يسأل: ما مهنتك؟ - صائغ. - وعمرك بالسنة الهجرية؟ - لا أعرف. - أنصحك بأن تتجنب الكذب. - ممكن معرفته إذا أعطيت ورقة وقلما ونورا! - أيختلف عمرك الهجري عن عمرك الميلادي؟ - طبعا. - هل أفهم من ذلك أنك مصاب بانقسام الشخصية؟ - أنا سليم والحمد لله. - إذن لم ذهبت إلى قهوة سوق الكانتو؟ - لمقابلة تاجر الروبابيكيا الشهير بالملعون. - ما علاقتك به؟ - لا علاقة لي به. - تجنب الكذب حرصا على سلامتك. - أنا لا أكذب وليس ثمة ما يدعوني إلى الكذب. - ما علاقتك به؟ - تقابلنا مرة في الطريق. - أكرر تحذيرك من الكذب. - بالحق نطقت. - أي طريق؟ - طريق النيل. - متى؟ - منذ عام وبضعة أشهر. - لأي مناسبة؟ - صادفني في الطريق فتبادلنا حديثا عابرا.
انهالت عليه السياط في الظلام كالنيران. اجتاحه ألم حاد فصرخ من الأعماق. توقف الضرب ولكن صراخه لم يتوقف. ترك يصرخ ويتوجع بلا مصادرة لحريته في ذلك. حتى همد وسكت. عاد الصوت يقول: حذرتك من الكذب.
فقال بصوت ممزق: أنا لا أكذب. - ماذا كانت مناسبة المقابلة؟ - كنت أجالس خطيبتي على سور الكورنيش فلما ذهبت ظهر لي الرجل من وراء السور، وقال لي إنه كان آخر زوج لخطيبتي. - السوط أخف أدوات التأديب هنا.
فقال بجزع: ولكني أقول الصدق. - ومن كان أول زوج لها؟ - لم أسأله عن ذلك. - وماذا دار بينكما أيضا؟ - حدثني عن حياته حديثا غامضا وفي النهاية أخبرني عن مجلسه المختار بقهوة سوق الكانتو. - لم؟ - لا أدري. - ولم ذهبت تسأل عنه اليوم؟ - شعرت برغبة في محادثته. - في أي موضوع؟ - فشل زواجه. - لم؟ - ربما لأن زواجي أنذر أيضا بالفشل. - ماذا توقعت أن تجد عنده؟ - لا أدري، ولكن اليأس جعلني أتخبط. - حذرتك من الكذب.
فهتف في رعب: ما قلت إلا الصدق. - أمهلك دقيقة واحدة. - أقسم على ذلك بكل غال. - دقيقة واحدة. - أي شيء يدعوني للكذب؟! - أي شيء يدعوك إلى الكذب ؟ - لا شيء ألبتة .. صدقوني. - لم يبق إلا ثوان. - الرحمة! - انتهت الدقيقة.
وانهال عليه العذاب في الظلام. لم ينج منه رأس ولا قدم.
5
تراءى الملعون في الجانب الأيسر من قهوة سوق الكانتو وهو يدخن البوري. تلاقت عيناهما مرة ولكن الملعون بدا مستغرقا في البوري. تقدم منه حاملا كرسيا وضعه أمامه وجلس. رمقه الملعون بنظرة غير مرحبة وسأله: ماذا تريد؟ - ألا تذكرني؟ - من أنت؟ - ألا تذكر الصائغ؟
Bog aan la aqoon