واجب الملك
ينبغي للملك أن يخدم شعبه خدمة تنفعهم ، فإن خدمة الملك النافعة خير من مراضاته الشعب، وخير وسيلة لاكتساب ثقة الأمة ومحبتها أن يفرغ الملك جهده في إصلاح شئونها وتحسين أحوالها. تمليق الملك أمته أشد الأمور خطرا على مركزه؛ لأنه لو لم ينلهم ما يطلبون فيما بعد يحنقون عليه، ويتهمونه بنقض العهود، فإذا لقوا منه مقاومة ازداد بغضهم له على قدر ما يشعرون بما لحقهم من الإساءة، إن أول واجب على الملك هو أن يقوم بما يريد الشعب، ولكن المحكومين لا يريدون إنجاز كل ما يقولون، وقد يرى الأمير ببصيرته حاجات أمته أكثر مما يرونها هم أنفسهم.
آبوت، ص144
الشعب كالبركان
السعادة الاجتماعية كائنة في سيادة الأمة والنظام وفي تمتع الفرد بسائر ما يحتاج إليه، كنت أمنح في كل عام ألوف الألوف من الذهب للفقراء، وأضحي مبلغا وافرا من الضرائب والمكوس لتشجيع التجارة والصناعة الوطنية، ومع ذلك فإن فقراء فرنسا اليوم أكثر من فقرائها في سنة 1787، والسبب في ذلك أن الثورات مهما كانت منظمة وعادلة فإنها تتلف كل شيء مؤقتا، ولا تعود المياه إلى مجاريها إلا بعد زمن طويل، لقد كانت الثورة الفرنسوية ضرورية، فمثلها كمثل هياج بركان فيزوف لا بد منه ولا غنى عنه، فإن البركان لا يثور إلا إذا اشتد احتكاك العناصر الملتهبة في جوف الأرض بحيث لا يمكن حبسها، فيخرج الحمم والنار والدخان تفريجا لكرب البركان. وكذلك حال الشعب إذا أصابه من أنواع الظلم والعدوان ما يدعو إلى هياج العواطف، فإن المظالم والمغارم تفتأ تحتك بالنفوس حتى تضطرب هذه اضطرابا يسبب الثورة.
مونتولون، ص256، جزء 1
الرتب والنياشين
رأيت الرجال يغترون بألاعيب الأطفال فيفرحون بها ويسعون في نيلها، وحسبنا ما نراه من تكالبهم على الألقاب والرتب، إنني لا أقول هذا الكلام في روستروم، ولكنني أصرح بآرائي في مجلس من الحكماء. أنا لا أعتقد أن الشعب الفرنسوي يحب الحرية والمساواة؛ لأنهم لم يتغيروا في عشر سنين، إنهم كما كان أسلافهم وليس لديهم إلا عاطفة واحدة، ولا بد من تقويتها فيهم بإعطائهم ألقابا ورتبا، فإنهم بها شغفون. انظر إليهم وهم يخرون لأذقانهم أمام صاحب الوسام ولو كان أجنبيا.
نابوليون يترقب موسكو تلتهمها النار.
روس، ص287، جزء 1
Bog aan la aqoon