الأرستوقراطية والألقاب في الأمم
لا بد للحكومة الملكية من أرستوقراطية (طبقة الأشراف) لتناصرها وتشد أزرها؛ لأن الملكية بلا أشراف كالسفينة بلا دفة، أو كالقباب الطيارة لا يدري راكبها أين تذهب به الرياح، ولا يكون للأشراف قوة ونفوذ إلا إذا كانت أسرهم عريقة في المجد والقدم، وهذا الذي عجزت عن إيجاده. إن كل ما في وسع الديموقراطية الحكيمة هو نشر لواء العدل على الجميع، وقد كانت خطة الحكومة في هذه الأيام لا الانتفاع بالبقية الباقية من الأشراف واستعمال روح الديموقراطية وأشكالها، وكان من الضروري أيضا استعمال أسماء العظماء وأبطال التاريخ، وكانت هذه الوسائل ماسة لصبغ نظاماتنا وشرائعنا الجديدة بالصبغة القديمة.
كانت خططي وأعمالي معدة للتنفيذ والإنجاز، ولكنني لم أتمكن من ذلك لقصر الوقت، وكانت خطتي في الانتفاع ببقايا الأشراف أن أرشح أبناء الوزراء والقواد إلى نيل لقب دوق على شرط أن يكون لديهم من الثروة والمتاع ما يناسب المقام السامي الذي يرفعون إليه، وكنت أرجو من هذه الطريق خيرا كثيرا؛ لأنها تقدم البعض وتملأ قلوب البعض الآخر بالأماني والآمال، وبذلك تدب روح المنافسة النافعة بين الجميع بدون أدنى أذى. إني واثق بأن الرتب والألقاب ألاعيب كألاعيب الأطفال، ولكنها ضرورية للحكومات. إن الأمم القديمة الفاسدة لا يمكن حكمها بالطرق والقواعد التي تحكم بها الأمم الحديثة النشء، فإن كان في الأمم القديمة واحد يضحي نفسه لأجل المنفعة العامة، فإن فيها آلافا وملايين تحكمهم منافعهم وأغراضهم وشهواتهم. ومن الجنون أن يحاول المرء إصلاح مثل هذا الشعب في يوم. إن حذق العامل كائن في الانتفاع بما لديه من المواد واستخراج النفع مما يظنه الناظر في أول وهلة خلوا منه، وهذا هو السر في إعادة الألقاب والرتب والوسامات، وفضلا عن ذلك فإن لتلك الألاعيب منافع وليس لها مضار، لا سيما في عصر المدنية الذي نحن فيه، فإن الألقاب تستلزم احترام الشعب لحائزيها وتستدعي احترام النفس لدى أصحابها، وهي ترضي الضعيف العاجز، ولا تؤذي القوي.
آبوت، ص285
الرتب والنياشين
من ذا الذي يدعي أن الألقاب الفارغة التي تمنحها الحكومة لأغراض سياسية تؤثر في علاقة الرجل بإخوانه وتكدر الصفاء بينه وبين أصحابه وخلانه؟
جورجو
فساد الأشراف
ليس في البلاد من يعمل بقلب سليم وهمة وعزم سوى جنودي وضباطي الذين لا ينسبون إلى الأمراء والوزراء. لا شك في أن هذه الحقيقة مؤلمة، ولكنني لا أستطيع إنكارها، وكل ما يجب علي أن أفعله الآن هو أن أسرح الأشراف والنبلاء فيذهبون إلى أهلهم يتمطون ويمرحون في قصورهم الشامخة، يجب علي أن أخلص نفسي من ربق هؤلاء الأشراف المتنطعين، وأبدأ الحروب بجانبي شبان لا يعرفون الجبن ولا يخشون الردى (1814).
كولينكور، ص145، جزء 4
Bog aan la aqoon