Hikam Jadira Bi Idhaca

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
6

Hikam Jadira Bi Idhaca

الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالسيف بين يدي الساعة

Baare

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

Daabacaha

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Noocyada

Hadith
هَذِهِ هَذِهِ» -السبابة والوسطى- ليس بينهما أصبع أخرى" والصحيح أنه يدل من ذلك عَلَى القرب من الساعة. وكان قتادة يشير إِلَى أن المراد أن بينه وبين الساعة كمقدار فضل السبابة عَلَى الوسطى، وقد قيل: إِنَّ بينهما من الفضل مقدار نصف سبع. وأخذوا من هذا أن بقاء أمته مقدار ألف سنة، وهو سبع الدُّنْيَا. وفيه ورد ذلك مرفوعًا من حديث ابن زيد، ولكن إسناده لا يصح. وقد رجح ذلك ابن الجوزي والسهيلي، وقال: إِن لم يصح فيه الحديث المرفوع فقد صح عن ابن عباس وغيره، وهو عند أهل الكتاب كذلك. ومما يدل عَلَى أن بعثة محمد ﷺ من علامات الساعة أنه أخبر عن خروج الدجال في حديث الجساسة (١). قوله ﷺ: "حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ" هذا هو المقصود الأعظم من بعثته ﷺ، بل من بعثة الرسل من قبله كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (٢) وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ (٣) بل هذا هو المقصود من خلق الخلق وإيجادهم كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (٤) فما خلقهم إلا ليأمرهم بعبادته، وأخذ عليهم العهد لما استخرجهم من صلب آدم عَلَى ذلك كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ...﴾ (٥) الآية. وقد تكاثرت الأحاديث المرفوعة والأخبار الموقوفة في تفسير هذه الآية أنه

(١) أخرجه مسلم (٢٩٤٢). (٢) الأنبياء: ٢٥. (٣) النحل: ٣٦. (٤) الذاريات: ٥٦. (٥) الأعراف: ١٧٢.

1 / 231