المدائني قال: أقام عبد العزيز بن زرارة الكلابي، بباب معاوية حينا لا يؤذن له، ثم دخل فقال:
دخلت على معاوية بن حرب
وكنت وقد يئست من الدخول
رأيت الحظ يستر عيب قوم
وأيهات الحظوظ من العقول
قيل لحبى المدنية: ما الجرح الذي لا يندمل؟ قالت: حاجة الكريم إلى اللئيم ثم لا يجدى عليه. قيل لها: فما الذل؟ قالت: وقوف الشريف بباب الدني ثم لا يؤذن له. قيل لها: فما الشرف؟ قالت: اعتقاد المنن في أعناق الرجال، تبقي للأعقاب في الأعقاب.
وقيل لعبوة بن عدي بن حاتم وهو صبي، في وليمة كانت لهم: قف بالباب فاحجب من لا تعرف وائذن لمن تعرف. فقال: لا يكون- والله- أول شيء استكفيته منع الناس من الطعام.
وأنشدت لأبي عيينة المهلبي:
بلغة تحجب الفتى عن دناة
وعتاب يخاف أو لا يخاف
هو خير من الركوب إلى با
ب حجاب عنوانه الانصراف
بئس للدولة التي ترفع السف
لة فيها وتسقط الأشراف
وأنشدت لموسى بن جابر الحنفي:
لا أشتهي يا قوم إلا مكرها
باب الأمير ولا دفاع الحاجب
ومن الرجال أسنة مذروبة
ومزندون شهودهم كالغائب
منهم أسود لا ترام، ومنهم
مما قمشت وضم حبل الحاطب
وأنشدني بعض أصحابنا:
إني امرؤ لا أرى بالباب أقرعه
إذا تنمر دوني حاجب الباب
ولا ألوم امرأ في ود ذي شرف
ولا أطالب ود العكاره الابي
وأنشدني ابن أبي فنن:
Bogga 591