Highlights on Destructive Ideologies
أضواء على المذاهب الهدامة
Daabacaha
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Noocyada
"أئذن لي أن أصف لك يومًا من أيام هذه الحياة، وسترى أن غيرنا لم يقاس ما قاسيناه، فأنا مريضة سقيمة ومع أن ثديي وظهري بهما أوجاع وآلام بالغة فإنني مضطرة إلى أن أرضع طفلي الرابع الحديث الولادة لأنني لا أستطيع أن ادفع أجرة مرضعة، ولكن كان طفلي يرضع الحزن والألم والوجع فيتلوى من المرض ليلًا ونهارًا. ومع هذا الفقر والحاجة فقد دخلت علينا صاحبة المنزل وطلبت منا أجرة البيت كما طالبت بما علينا لها من القروض، ولما كنا عاجزين عن الدفع فقد حجزت على كل ما نملك في البيت حتى فراش الطفل وباعته بما لها علينا من الدين، ثم طردتنا إلى الشارع والمطر ينهمر بغزارة، والبرد القارس لا يرحم، وبذل زوجي ماركس كل ما في وسعه من جهد فلم نجد من يقبل إيواءنا".
كما كتبت جيني مرة أخرى تصف إحدى ليالي البؤس التي مرت بها وبماركس فتقول:
"أحست ابنتنا بنزلة شعبية، وصارعت الموت ثلاثة أيام ثم ماتت وأخذنا نبكي عليها ولم يكن لدينا ما نجهزها ونكفنها به، وأبقينا الجثة حتى نجد ما نستعين به على دفنها، ومضيت إلى جار فرنسي مهاجر فأعطاني جنيهين!..
واأسفاه!.. وفدت أبنتنا إلى الدنيا فلم تجد مهدًا وعندما غادرت الدنيا لم نجد كفنًا".
من هذه الصور نستطيع أن نعرف الدوافع التي حدت بماركس أن يكون داعيًا لمصارعة الطبقات ثائرًا عنيدًا في الدعوة إلى الشيوعية، عبدًا ضارعًا أمام محراب المادية.. ينفث سمومه في نواح متعددة من أوربا ولاسيما في إنجلترا حتى مات عام ١٨٨٣م.
ولما قامت الثورة الروسية ضد القياصرة من أسرة_ روما نوف_ بعد الحرب العالمية الأولى وتسلم قيادة الثورة لينين أحد الماركسيين ظهرت الشيوعية الرسمية الأولى مرة في العصر الحديث.
(المذهب الماركسي) روحه وصورته: للمذهب الماركسي روح وصورة، أما روحه: فهي فلسفته في الكون وأنه لا أثر فيه لغير المادة فلا إيمان إلا بالمادية. وأما صورته: فهي المخططات الرئيسية التي لا بد منها القيام المجتمع الشيوعي.
المادية: أعلن ماركس بأنه لا يؤمن بغير المادة، وأن كل شيء في الوجود إن
(المذهب الماركسي) روحه وصورته: للمذهب الماركسي روح وصورة، أما روحه: فهي فلسفته في الكون وأنه لا أثر فيه لغير المادة فلا إيمان إلا بالمادية. وأما صورته: فهي المخططات الرئيسية التي لا بد منها القيام المجتمع الشيوعي.
المادية: أعلن ماركس بأنه لا يؤمن بغير المادة، وأن كل شيء في الوجود إن
7 / 122