قَالَ الْقُرَشِيُّ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَزُولُ قَدَمَا عبدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ كَيْفَ عَمِلَ فِيهِ، وَعَنْ مَالِهِ مم اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ» .
قَالَ الْقُرَشِيُّ: وَزَعَم الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ: ﴿وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ من الدنيا﴾، قَالَ: عُمْرَكَ فِيهَا لأَنْ تَعْمَلَ فِيهِ لآخِرَتِكَ.
قَالَ الْقُرَشِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَنْ لَعِبَ بِعُمْرِهِ ضَيَّعَ أَيَّامَ حَرْثِهِ، وَمَنْ ضَيَّعَ أَيَّامَ حَرْثِهِ نَدِمَ أَيَّامَ حَصَادِهِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ:
إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدًا ... نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ فِي زَمَنِ الْبَذْرِ
قَالَ الْقُرَشِيُّ: وَأَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَنْظَلِيُّ:
أَعَيْنَايَ هَلا تَبْكِيَانِ عَلَى عُمْرِي ... تَنَاثَرَ عُمْرِي مِنْ يَدِي وَلا أَدْرِي
إِذَا كُنْتُ قَدْ جَاوَزْتُ سِتِّينَ حَجَّةً ... وَلَمْ أَتَأَهَّبْ لِلْمَمَاتِ فَمَا عُذْرِي
1 / 65