Hidayat Raghibin
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Noocyada
قال [رضي الله عنه وأرضاه]: ثم اعلم أيضا أن ذلك على سبيل العموم كما تقدم في القول والعمل والاعتقاد إلا أنه يمكن أن يقال: أما العلوم النظرية أو ما كان أصله مقطوعا عليه من العلوم الشريفة فإنما يرجع إليهم على سبيل التنبيه والنظر والاستقراء والبحث فيما وضعوه وأصلوه من العلم ، لأنهم لا يخالفون الكتاب ولا يختلفون فيه، وكذلك السنة المقطوع عليها والإجماع لما تقدم بيانه من الأدلة الدالة على تنزييهم -سلام الله عليهم- من ذلك.
ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم جعل التمسك بهم كالتمسك بالكتاب، فكما أنه يجب التنبيه والنظر والاستقراء والبحث فيما يجب من ذلك كذلك يجب مثله فيما وضعوه، لأنهم تراجمته وحفظته وأهله.
ولأنهم عليهم السلام وقفوا في أنظارهم على الجملة التي استقر عليها دين الإسلام، ودان بها الرسول سيد الأنام، والأنبياء قبله عليهم السلام، ودعا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- المكلفين كافة إليها ، وأجاب من سأله عنها، ونهى عن الزيادة عليها، وحكم بهلاك من خالفها، وهي الاعتقادات التي لا تتم العبادة السمعية إلا باعتقادها دون ما عداها مما حدث من الخلاف بعده صلى الله عليه وآله وسلم.
Bogga 92