292

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

وأراق يوم الثنية دم محمد بن عبدالله النفس الزكية، ثم قتل أخاه إبراهيم بن عبدالله، وحمل أباهما وعمومتهما وبني عمومتهما البررة الأتقياء، السادة الأزكياء على الأقتاب فعل أشباهه من بني أمية.

ثم اقتدى به بنوه، وسلكوا سبيله واتبعوه، وأظهروا المناكير فالمناكير، وأضلوا الجماهير بالجماهير، فيا عجبا لمن ينتصب على الأعواد في الجمعات والأعياد يشهد لهم على الله بالزور وهم منهمكون في الفجور؛ أما يتقي الله، أما يخاف يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار.

عباد الله إني رأيت أسباب الحق قد مرجت، وقلوب الأولياء به قد حرجت، وأهل الدين مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس، ورأيت الأموال تؤخذ من غير حلها، وتوضع في غير أهلها، ووجدت الحدود قد عطلت، والحقوق قد أبطلت، وسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بدلت وغيرت، ورسوم الفراعنة قد جددت واستعملت، والآمرين بالمعروف قد قلوا، والناهين عن المنكر وهنوا فذلوا.

Bogga 336