285

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

[كتاب دعوته (ع)]

قال مصنف سيرته: وله عليه السلام دعوة جمع فيها من فرائد العلم الثمينة، ويواقيته الشريفة؛ ما يقضي له بالعلم والبراعة والتقدم في هذه الصناعة.

قال عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلواته على عباده المصطفين، هذا كتاب من الإمام المؤيد بالله أبي الحسين أحمد بن الحسين بن هارون الحسني بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى من بلغه من المسلمين في أقاصي الأرض وأدانيها سلام عليكم أما بعد:

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ذو القوة والحول، والإفضال والطول، الذي جعل السماء بناء، والأرض قرارا، وجعل خلالها أنهارا، وخلقكم أطوارا، وأنشأ لكم أسماعا وأبصارا، أحمده رغبا ورهبا على تظاهر نعمه، وتضاعف قسمه، وترادف منحه، وتتابع كرمه، وأومن به خاضعا خاشعا أنه الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، المتعالي عن الأشباه والأنداد، والشركاء والأضداد، وأتوكل عليه موقنا أنه قاهر لا يضام، وقادر لا يرام، وقيوم لا ينام، توحد بالعلا وتفرد بالكبرياء، وحمد على النعماء، وعبد في الأرض والسماء، ذلكم الله ربكم {وله الدين واصبا أفغير الله تتقون(52)وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون(53)} [النحل] ، خلق عباده نعمة عليهم، ورحمة لهم وإحسانا إليهم، لم يتكثر بهم عن قلة، ولم يتعزز بهم عن ذلة، ولم يستأنس بهم عن وحشة، فطر الأرض والسماوات، وجعل النور والظلمات، وأجرى الأفلاك الدائرات، والنجوم المسخرات.

Bogga 329