257

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

وكان له مجلس للنظر، ومجلس لإملاء الحديث، وكان في نهاية الرفق واللين حتى عظم تأثيره في الدعاء إلى الله تعالى، وقد شهد بذلك ما روي أنه قال في بعض مقاماته وقد دخل آمل وازدحم عليه طبقات الرعية في مجلسه فقال : أيها الناس إني دخلت بلاد الديلم وهم مشركون يعبدون الحجر والشجر، ولا يعرفون خالقا ولا يدينون دينا؛ فلم أزل أدعوهم إلى الإسلام وأتلطف في العطف بهم حتى دخلوا فيه أرسالا، وأقبلوا إلي إقبالا ؛ فظهر لهم الحق وعرفوا التوحيد والعدل، فهدى الله لي منهم زهاء مائتي ألف رجل وامرأة ، فهم الآن يتكلمون في التوحيد والعدل مستبصرين ، ويناظرون عليهما مجتهدين، ويدعون إليهما محتسبين، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويقيمون حدود الصلوات المكتوبات، والفرائض المفروضات.

حتى قال: وأنتم معاشر الرعية فليس عليكم دوني حجاب، ولا على بابي بواب، ولا على رأسي خلق من الزبانية ولا أجد من أعوان الظلمة؛ كبيركم أخي وشابكم ولدي، لا آنس إلا بأهل العلم منكم، ولا أستريح إلا إلى مفاوضتكم، فسلوني عن أمر دينكم وما يعنيكم من العلم وتفسير القرآن، فإنا نحن تراجمته وأولى الخلق به، وهو الذي قرن بنا وقرنا به، فقال أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) .

Bogga 301