Hidayat Raghibin
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
Noocyada
وقال لي: يا أبا جعفر الحمد لله الذي خصنا من نعمه، وجعلنا رحمة على خلقه، هذا رجل يستعدي في هذا الوقت، لو كان واحدا من هؤلاء الظلمة ما دنا إلى بابه في هذا الوقت مستعدي، ثم قال: ليس الإمام منا من احتجب عن الضعيف في وقت حاجة ملظته.
وروى السيد [أبو طالب] عن بعضهم قال: سمعت علي بن العباس يقول: كنا عنده يوما وقد حمي النهار وتعالى وهو يخفق رأسه، فقمنا، فقال: أدخل وأغفو غفوة، وخرجت لحاجتي وانصرفت سريعا، وكان اجتيازي على الموضع الذي يجلس فيه للناس فإذا أنا به في ذلك الموضع، فقلت له في ذلك.
فقال: لم أجسر على أن أنام وقلت: عسى أن ينتاب الباب مظلوم فيؤاخذني الله بحقه، ووليت راجعا كما دخلت.
وروى السيد [أبو طالب] -رحمة الله عليه- بإسناده عن علي بن العباس رحمه الله قال: دخلت على يحيى بن الحسين بعيد سحر والشموع بين يديه، وقد تسلح لقتال القرامطة، وقد هجموا بجموعهم قضهم بقضيضهم فوجدته مفكرا مطرقا.
فقلت: يظفرك الله بهم أيها الإمام ويكفيكهم فطال ما كفى.
فقال: لست أفكر فيهم، فإني أود أن لي يوما كيوم زيد بن علي، ولكن بلغني عن فلان -وذكر بعض الطالبية- كذا وكذا من المنكر فغمني ذلك.
وكانت فضائله لا تحصى، ومحاسنه في هذا وغيره لا تستقصى.
Bogga 294