237

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

فإنه رضي الله عنه إنما جعله جزءا من دينه وبعض مفترضاته، ليهدي به حائرا، أو يرد به عن البينات جائرا؛ سالكا سبيل من أخذ الله ميثاقه، [لتبيينه للناس ولا تكتمونه]؛ فكان لا يكاد يتم ذلك الفصل حتى ينجم منتهك لحرمات الله، أو جاحد لكتابه، يروم إطفاء نوره ودرس آياته، فيخلي ما هو فيه من ذلك صارفا وجهه بل باذلا مهجته دون دين الله أن يبتك، وعن حرماته أن تنتهك، ومع ذلك لا ينفك من سائل متفهم، أو باحث مسترشد، أو سائل متعنت.

ولقد حدثني من رحمه الله أنه شاهده في يوم من أيام حروبه بنجران وأن سائلا يسأله من لدن أمرنا بإسراج فرسه، إلى أن استوى في متنه، إلى أن زحف إلى عدوه، وهو يجيبه، فلما ترآى الجمعان، وألح عليه ذلك الإنسان، أنشد هذه الأبيات من شعر الغروي: [الكامل]

ويل الشجي من الخلي فإنه

وترى الخلي قرير عين لاهيا

ويقول مالك لا تقول مقالتي

نصب الفؤاد بشجوه مغموم

وعلى الشجي كآبة وغموم

ولسان ذا طلق وذا مكظوم

فيجيبه على المسألة بباب، ويفهمه ذلك بأوسع جواب، ليبالغ في هدايته، ويوسع في تعريفه، ثم يرسم ذلك الجواب في غير موضعه، ويقرن بغير فنه، ناسقا ذلك على ما معه من الأصول المتقدمة في أول كتابه)، هذا كلام مرتب (الأحكام) وهو أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي حريصة.

Bogga 281