219

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

[اجتماعه (ع) بأحمد بن عيسى وعبدالله بن موسى(ع)]

وروى السيد أبو طالب رضي الله عنه قال: روى أبو عبدالله محمد بن يزيد المهلبي قال: حدثنا محمد بن زكريا قال: صرت إلى أحمد بن عيسى وهو متوار بالبصرة فقال لي: لما طلبنا هارون الملقب بالرشيد خرجت أنا والقاسم بن إبراهيم وعبدالله بن موسى بن عبدالله فتفرقنا في البلاد، فوقعت إلى ناحية الري، ووقع عبدالله بن موسى إلى الشام، وخرج القاسم عليه السلام إلى اليمن، فما توفي هارون اجتمعنا في الموسم فتشاكينا ما مر علينا فقال القاسم: أشد ما مر بي أني لما خرجت من مكة أريد اليمن في مفازة لا ماء فيها، ومعي بنت عمي وهي زوجتي، وبها حبل فجاءها المخاض في ذلك الوقت، فحفرت لها حفرة لتتولى أمر نفسها ، وضربت في الأرض أطلب لها ماء ، فرجعت وقد ولدت غلاما وأجهدها العطش ، فرجعت إليها وقد ماتت والصبي حي ؛ فكان بقاء الغلام أشد علي من وفاة أمه، فصليت ركعتين ودعوت الله أن يقبضه، فما فرغت من دعائي حتى مات.

وشكى عبدالله بن موسى أنه خرج من بعض قرى الشام وقد حث عليه الطلب، وأنه صار إلى بعض المسالح وقد تزيا بزي الفلاحين، فسخره بعض الجند وحمله على ظهره شيئا، وكان إذا أعيى وضع ما على ظهره للاستراحة ضربه ضربا شديدا، وقال: لعنك الله ولعن من أنت منه.

Bogga 263