207

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

فانظر إلى هؤلاء الأخوة الأربعة محمد وإبراهيم ويحيى وإدريس عليهم السلام هلكوا كلهم شهداء ، وهم أفضل من تحت أديم السماء، ومن عاصرهم من العلماء لم يشاركوهم في شيء من مصائب الدنيا، ويريد من لا حظ له في محبة أهل البيت أن يساوي بينهم وبين أهل السلامة من هذه البلوى ، فيقول بجهله: أين علومهم ومصنفاتهم ورواياتهم ومؤلفاتهم؟ ولو أنصف ونظر بعين التأمل والإنصاف لعلم أن بقاء علم أهل البيت من العترة النبوية بعد هذه الحوادث العظيمة، والنوائب الجليلة الجسيمة، من الآيات الباهرة، والفضائل الظاهرة.

وكيف وكتب الزيدية بالروايات عنهم مشحونة، وعلومهم باقية وإن

كانت أشخاصهم مدفونة، فقدس الله أرواحهم وشرف أشباحهم، وجعل في جنة الفردوس روحهم ومراحهم، بحق محمد وآله آمين آمين.

* * * * * * * * * * *

[الإمام محمد بن إبراهيم بن إسماعيل (ع)]

(173- 199ه / 790- 815م)

وأما الإمام العالم الفاضل الزاهد محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن عليهم السلام:

فكان فاضلا عالما زاهدا كريما أريحيا جوادا تقيا زكيا مشهورا بالفضل الظاهر، والعلم الزاخر، والمجد الزاهر، والكرم الباهر.

روي عن زيد بن علي عليهما السلام قال: يبايع لرجل منا عند قصر الضرتين سنة تسع وتسعين ومائة في عشر من جمادى الأولى يباهي الله به الملائكة؛ فكان محمد بن إبراهيم، وحدث بهذا الحديث فبكى.

Bogga 251