196

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

[ظهور الإمام يحيى بن عبدالله(ع) في الديلم]

ولما ظهر فضل يحيى بن عبدالله أصاب هارون لظهوره ما أقامه وأقعده، وخاف منه على ملكه ودنياه؛ جهز الفضل بن يحيى بالجنود، والأموال الجليلة، وأمره أن يبذل لجستان ما يحبه من الأموال ، وأوصاه أن يعرض على يحيى عليه السلام كل أمر يوافق خاطره، وأن يعظم له القطائع الجليلة على احترامه واحترام شيعته، وأن يسكن حيث أحب من البلاد.

وبذل لملك (الديلم) ألف ألف درهم على خروج يحيى من بلاده فامتنع، وأرسل الفضل بن يحيى بالأموال وأنواع التحف والهدايا فلم يؤثر ذلك فيه، واستمر على امتناعه على يحيى عليه السلام.

وكان هارون قد كتب كتابا إلى يحيى عليه السلام وأودعه الفضل،

فيه الأمان والوثاق، وبذل له من المال ألف ألف في ألف ألف في ألف ألف ، وما أحب من القطائع، وينزله من البلاد حيث شاء.

[كتاب الإمام يحيى(ع) إلى هارون]

وكتب يحيى عليه السلام إلى هارون جواب كتابه ونحن نذكره بكماله، ليعرف الناظر فيه فضل أئمة العترة، وأنهم لم يكونوا يبتغون الدين بالدنيا، والآجلة بالعاجلة، وأن مقاصدهم لله خالصة فيزداد معرفة بفضلهم، وعلما بورعهم وزهدهم.

قال يحيى عليه السلام في جوابه:

Bogga 240