158

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

وابحث كتبهم وتواريخهم تجدهم مطبقين على عدم القول بإمامته، وليت أنهم نزلوه منزلة عمر بن عبد العزيز فهو أقرب إلى رسول الله منه، وأفضل سعيا وجهادا وعلما واجتهادا؛ وهم عنه مائلون وبعمر بن عبد العزيز قائلون.

ولقد ناظرت رجلا أهل بصيرة من الجبرية فذكرت له فضل زيد بن علي عليه السلام، فقال: ومن هذا زيد؟ هل هو زيد بن ثابت أو زيد بن حارثة؟

قلت: أفضل منهما زيد بن علي بن الحسين بن علي؛ فأنكر أن يكون عارفا له نسبا فضلا أن يعرف له فضلا ومذهبا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولقد أذكرني قول المتنبي: [المنسرح]

ويظهر الجهل بي وأعرفه .... والدر در برغم من جهله

وصنف زيد بن علي (مجموع الفقه) وهو أول من صنف من العترة النبوية، وبوب في الفقه أبوابا وتكلم عليها، وليس بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة : أبوه وجده الحسين بن علي وأمير المؤمنين عليه السلام.

فهو يروي عن أبيه زين العابدين، وأبوه عن أبيه سبط سيد المرسلين، وهو عن أبيه خاتم الوصيين الأنزع البطين.

فمن أولى بالتقليد والاتباع في الدين؟ من لم يكن بينه وبين صاحب الشريعة إلا أبوه وجده وجد أبيه ثلاثة، اثنان معصومان والثالث قريب من العصمة؟ أم غيره من علماء الأمة؟ لولا قلة الإنصاف واستمراء أخلاف الخلاف، فلينظر الناظر لنفسه.

Bogga 201