279

Hidayat Hayara

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

Tifaftire

محمد أحمد الحاج

Daabacaha

دار القلم- دار الشامية

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

Goobta Daabacaadda

جدة - السعودية

وَفِي إِنْجِيلِ لُوقَا: لَمْ يُقْبَلْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي وَطَنِهِ، فَكَيْفَ تَقْبَلُونَنِي، وَفِي إِنْجِيلِ مُرْقُسَ: أَنَّ رَجُلًا أَقْبَلُ إِلَى الْمَسِيحِ وَقَالَ: أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ خَيْرٍ أَعْمَلُ لِأَنَالَ الْحَيَاةَ الدَّائِمَةَ؟ فَقَالَ لَهُ الْمَسِيحُ: لِمَ قُلْتَ صَالِحًا؟ إِنَّمَا الصَّالِحُ اللَّهُ وَحْدَهُ، وَقَدْ عَرَفْتَ الشُّرُوطَ، لَا تَسْرِقْ وَلَا تَزْنِ وَلَا تَشْهَدْ بِالزُّورِ وَلَا تَخُنْ، وَأَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ.
وَفِي إِنْجِيلِ يُوحَنَّا: أَنَّ الْيَهُودَ لَمَّا أَرَادُوا قَبْضَهُ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَالَ: قَدْ دَنَا الْوَقْتُ يَا إِلَهِي فَشَرِّفْنِي لَدَيْكَ، وَاجْعَلْ لِي سَبِيلًا أَنْ أُمَلِّكَ كُلَّ مَنْ مَلَّكْتَنِي الْحَيَاةَ الدَّائِمَةَ. وَإِنَّمَا الْحَيَاةُ الْبَاقِيَةُ أَنْ يُؤْمِنُوا بِكَ إِلَهًا وَاحِدًا وَبِالْمَسِيحِ الَّذِي بَعَثْتَ، وَقَدْ عَظَّمْتُكَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَاحْتَمَلْتُ الَّذِي أَمَرْتَنِي بِهِ فَشَرِّفْنِي.
فَلَمْ يَدَّعِ سِوَى أَنَّهُ عَبْدٌ مُرْسَلٌ مَأْمُورٌ مَبْعُوثٌ، وَفِي إِنْجِيلِ مَتَّى: لَا تَنْسِبُوا أَبَاكُمْ عَلَى الْأَرْضِ فَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاءِ وَحْدَهُ، وَلَا تَدْعُوَا مُعَلِّمِينَ فَإِنَّمَا مُعَلِّمُكُمُ الْمَسِيحُ وَحْدَهُ.
وَالْآبُّ فِي لُغَتِهِمُ الرَّبُّ الْمُرَبِّي، أَيْ لَا تَقُولُوا: إِلَهُكُمْ وَرَبُّكُمْ فِي الْأَرْضِ، وَلَكِنَّهُ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ أَنْزَلَ نَفْسَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُ بِهَا رَبُّهُ وَمَالِكُهُ، وَهُوَ أَنَّ غَايَتَهُ أَنَّهُ يُعَلِّمُ فِي الْأَرْضِ، وَإِلَهُهُمْ هُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ.
وَفِي إِنْجِيلِ لُوقَا، حِينَ دَعَا اللَّهَ فَأَحْيَا وَلَدَ الْمَرْأَةِ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ لَعَظِيمٌ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَفَقَّدَ أُمَّتَهُ.

2 / 495